الجمعة، 27 نوفمبر 2020

حين رحلت بقلم الشاعرة زهرة حشاد

 وحين رحلت

أيتها النفس المطمئنة
يا من غادرت جنتي
رحيلك علٌمني
أن الموت لصٌ مراوغ
يختلس الأعمار
يباغت على حدٌ السٌواء
معاشر الأشرار
يكتنز في لجٌة صمته
مناجم الأبرار
حين تلفظ السٌاعات نواحها
على خطٌ الإستواء
يتكوٌر غنج الليل على شمس النهار
يبرق البرق شظايا الفقد
تنبت الفصول توتا مرٌا
يلتوي العمر في تلابيب الهباء
ينضب لبٌ الشهد
ينكسر ضيائي
وكل الكواكب تندثر على رصيفي
تلغي مواعيد الشروق والغروب
يتوه القميص في ارتعاش القافلة
لن يعانق بصرك يا يعقوب
وكلٌ تراتيل الصٌمت
نوارس رماديٌة تلاحق أشرعة الغياب
تتبخٌر في لمعة السٌراب
رحيلك علٌمني
أنٌ الموعد الأخير
لم يرم التأجيل والتأخير
فتح مصراعي الجنٌة أو النار
أعلن تصريف الرياح
بدٌد الشبهات الغزيرة
في بحر الثواني وحركة المهلة
غيٌر مواقيت الأهلة
وفصل كن ويكون
أصبح موكبا صاخبا
على قارعة الجنون
دوامة لا متناهية
في دوائر الشجون
رحيلك أعلن في استحياء
ملحمة السكون
وحين رحلت
أيتها النفس المطمئنة
ترشف المرٌ دموع المآقي
تأجٌج الوجع في حطب الفراق
وعروش قلبي خاوية
وبئري معطٌلة
وكلٌ الأمنيات سنابل هيفاء
تحطٌمت سيقانها
بلابل مذبوحة
ما لحقت أفنانها
وسجائري موسوعة دخان
تلاحق الدفينة
وبرزخ السكينة
رسائل مفتوحة
هجرت معالم الزمان

بقلمي الشاعرة زهرة حشاد
باريس في 27نوفمبر 2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق