( حديثُ الأنوثة )
دارَ الحَديثُ بِلَهفَةٍ وَوَقارِ
بيني وَبينَ فؤادِها الجُلْنارِ
أسْلَمْتُهُ أمْري وأسْلَمَ أمْرَهُ
فَإذا بِنا في بُؤرَةِ الإعصارِ
فَسَألتُها عَنْ حالِ خافِقِها وَما
فَعَلَ الهَوى بِالشَّمسِ والأقمارِ
فَاسْتَرْسَلَتْ بِجَوابِها وَدَلالِها
هَمْساً يَبوحُ بِأعذَبِ الأسْرارِ
سَرَحَتْ طَويلاً ثُمَّ عادَتْ فَجْأةً
وَمَضَتْ تَطوفُ بِفِكْرِها أشعاري
فَتَوَقَّفَتْ بِجِوارِ بابِ قَصيدَةٍ
وعَلاها سَمْتٌ واضِحُ الإصرارِ
قالَتْ بِلَهْجَةِ واثِقٍ مُتَحَمِّسٍ
والعَينُ تَفْضَحُ ما تُريدُ تُداري
مُنذُ ابْتَدَيْنا كانَ حُلمِيَ واضِحاً
ولِحُضنِ قَلْبِكَ قَدْ رَسَمْتُ مَساري
حَدَّ الكِفايَةِ قدْ بَلَغْتُ مِنَ الهوى
والقَلبُ أسْنَدَ رأسَهُ لِجِداري
فَانْعَمْ فَدَيْتُكَ بِاللآلئِ كُلِّها
واختَرْ لِقَلْبِكَ مَقْعَداً بِجِواري
فَبِكَ اكتَفَيْتُ ولَنْ أزَحْزِحَ خُطوَتي
وَلِأجْلِ عَينِكَ قَد حَسَمْتُ قَراري
وَقَطَعْتُ عَهداً نحوَ روحِيَ أنَّها
تَبْقى بِحُضنِكَ لَيلَها وَنَهاري
ما دُمْتَ أنتَ مُكَمِّلي وَمُعَلِّمي
فَاخْلَعْ جِدارَ الصَّمْتِ والأسرارِ
لا سِرَّ بينَ قُلوبِنا وَعُقولِنا
إلّا الَّذي تُخْفيهِ لي أقْداري
أصحو أمَنّي النَّفسَ كُلَّ دَقيقةٍ
ألقاكَ غَيْماً مُمْطِراً بِبِحاري
سَأقولُها مِلْءَ الْجَوارِحِ كُلِّها
وَتكونُ وَشْمِيَ رائِعاً وَشِعاري
كُنْ ياحَبيبي ما تَشاءُ فإنَّني
قدْ صِرتُ أنتَ بِرَغبَتي وَخَياري
د. جمال شحود
30 . 11 . 2020
من الكامل

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق