عطاء بلا حدود
أولادنا يشبّون بين يدينا وأمام أعيننا، فتغمرنا السعادة إلى درجة أننا لا ننتبه أننا نهرم بينما هم يكبرون ونشيب بينما هم يشبُّون.
وأننا ننقص وهم يزيدون.
يغمرنا الرضا والراحة ونحن نسهر على صحتهم ونقاسمهم آلامهم
يصُحُّون ونعتل، نقضي الأيام ندفعهم إلى الأمام فيكمّلون ونبقى نحن واقفين لنعود بينما هم يمضون.
لكننا رغم ذلك أسعد ما نكون بما ينقص منا، طالما أنه يزيد عندهم!
راضون بسهرنا وهم نائمون، نبكي من أجلهم فرحا وقلقا وحزنا ورضا.
عجيبة هذه الغريزة!
تعطي حدّ الاسراف، وتحمي حدّ الهلاك..
وتعفو حد السذاجة، وتجود ولو بالروح، وترضى ولو بنظرة ودّ!!
ثم هي ذاتها التي تستحي من عطاء الولد مع أنه حق.
وتُكْبِر فيه بِرَّه مع أنه فرض، وتعذره حتى فيما لا يقبل العقل أنه عذر!!
مشاعر كهذه لا يمكن أن يحملها سوى قلب امرإة حملتك في بطنها تسعة أشهر.
فوزية البوبكري...(الأم الأم فوزية )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق