تَكْرِيمٌ لكلّ مَنْ تفَانَى في تَعْلِيمِ النَّشْءِ وتَربِيَتِهِ
تَمضِي السِّنُونَ وَيَبْقَى طَيِّبُ الذِّكْــرِ
وَأَطْيَبُ الذِّكْرِ مَا يَبْقَى مَدَى العُمْـرِ.
يُشْرَى الرَّخْيصُ من الأَشْيَاءِ، مُبْتَذَلاً،
وَيَعْجِزُ الـمَالُ عَنْ نَيْلِ سَنَا الشُّكْـرِ.
وَخَـيْـرُ مَا يُسْعِدُ الإنْـسَانَ رُؤْيَـتُـهُ
بَـيْـنَ الـمُحِبِّينَ ، يُكْسَى هَالَةَ الفَخْـرِ.
* * * *
وَهَبْت عُـمْـرَك للتَّعْلِيـمِ ، كَـامِلَهُ،
فِي الرِّيفِ، تَنْشُرُهُ للنَّشْءِ، فِي القَفْـرِ
وَفِي الـحَوَاضِرِ لَـمْ تَفْـتَأْ تُسَاعِدُ مَنْ
فِي الدَّرْبِ لاَزَالَ يَخْشَى عَاثِرَ السَّيْـرِ.
فِي كُـلِّ فَجٍّ ، لَكَ الأَبْنَاءُ ، أَجْمَعُهُمْ
بِالعِـلْمِ، و الـخُـلُـقِ ، رَايَاتُـهُمْ تَـذْرِي.
بِـكَ اهْتَدَى خَطْوُهُمْ، وَقَلَّ عَاثِرُهُمْ
طُوبَى لِمَنْ قَدْ هَـدَى الإنْسَـانَ للبِـرِّ.
* * * *
تُوِّجْـتُـمُو خَيـْرَ تَتْوِيـجٍ بِبـَذْلِـكُمُو
وَأَفْضَلُ التَّاجِ مَا قَدْ كَانَ مِنْ شُكْـرِ.
وَأَحْسَنُ البَذْلِ مَا يَبْقَى لَدَى خَلَفٍ
بِــهِ يُـزَاحِــمُ مَـتْـنَ النَّجْــمِ و البَـدْرِ
هَذِي القُلُوبُ لَكُمْ تَشْتَاقُ، صَادِقَـةٌ
مِنْكُـمْ رَأَتْ نَـفْـحَـةً مِنْ نَـيِّـرِ الفِكْـرِ
وَالدَّرْسُ يَشْتَاقُـكُمْ، كُنْتُـمْ لَهُ سَنَدًا
وَكُنْتُمُـو فِيه رَمْزَ الجِـدِّ و البِشْـرِ.
* * * *
لَسْنَا نُوَدِّعُكُـمْ ، جِـئْـنَاكُمُو أَبَدًا
فَلاَ يُـوَدَّعُ مَنْ في القَلـْبِ كَالفَجْـرِ.
وَلاَ يُـوَدَّعُ مَــنْ أَفْـضَــالُـهُ بَـقِـيـَتْ
عَلَى المَدَى، شَاهِدًا عـَنْ طَيِّبِ الذِّكْـرِ.
جِئْـنَا نُتَـوِّجُ مَنْ فِي الدَّرْسِ أَرْشَدَنَا
إلَى الطَّرِيقِ ، وَنَـارَ الدَّرْبَ بالفِكْـرِ.
أهْلاً بِكُمْ، كُنْتُـمُو لِلْعِلْـمِ خَيْرَ أَبٍ
وَ للشَّبَـابِ مِثَـالاً سَاطِـعَ النَّــوْرِ...
حمدان حمّودة الوصيّف ... تونس
خواطر : ديوان الجدّ والهزل

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق