الثلاثاء، 30 مارس 2021

نجمة الضيف /فتحى عبد العزيز محمد/مؤسسة الوجدان الثقافية


 قصة من مجموعة القصص القصيرة التاسعة " نجمة الضيف " ..

" 2 " الاحاطة بالاقالة ..وأخبارالزمالة والاهل والقرابة..
" كيف تبدو غريبا ايها المشاء .. بعد كل هذه السنوات وقد صادقتك الامكنة وغمزت لك الشرفات .. انه لحزن عظيم "
حافظ عباس
2ـ عندما رايت في تلك اللحظة بام أعيني عدوي اللدود سعادة القنصل شخصيا يسلم عم عبد المولي هلال شيخ السعاة , رجل المهام الخاصة العصية علي الفهم والادراك ظرف حكومي كبير , ويشير بكلتا يدية علي مكتبي الداخلي وأنا أرمقه بطرف خفي من وراء الحاجز الزجاجي الشفيف , تيقنت بلا أدني شك بان هناك شيء ما مريب ضدي قلبا وقالبا يحدث في الخفاء , وبالطبع لمواقفي الصلبة الغير منحازة أومواتية لاماني وتطلعات سيادتة الشخصية والذي لا يفهمني ولا يريد أن يساعد نفسة ليفهمني علي الاطلاق , والذي يحسبني من حيث يدري ولا يدري بعضويتة الحزبية الفخرية ورتبتة المعاشية العسكرية وأمتيازتة التي تفوق كل خيال مرؤس لة ونسي بأنني بروفسير من كادر وتخصص مختلف تماما " وشن جاب لجاب " كما يقولون , وبعد ذلك تعسفه بتوغلاته المشينة والغير مقبولة بالتصرف بالبيع المباشر والتاجير لممتلكات السفارة وحكومة السودان وماشابها من تصرفات مالية خارج الميزانية والاطر واللوائح المالية المرعية , وأبتداعة مع آخريين خصوصا الطغمة التراتيبية الوظيفية المتسلسلة الموالية له فرية ما يسمي بالتجنيب الممقوت , وخلق وظائف وهياكل راتبية وحوافز ما أنزل الله بها من سلطان لترضيات حزبية وشراء الزمم رغما لرفعنا لشعار ضغط المصروفات بالبعثات الخارجية , كل ذلك لتلميع نجمة وشخصيتة المحورية كرقم صعب لايمكن تجاوزة , وانة بصريح العبارة الكل في الكل والذي وقع علية بالطبع وكما يبدوا خبر نجاحاتي المزهلة الغير عادية كوقوع الصاعقة .. , وأستلامي علي رؤوس الاشهاد رسالة تهنيئة شخصية رسمية ممهورة من الوزير والنائب الاول المساعد شخصيا , جاءتني كما توقعت علي جناح السرعة وبلا تاخير الرسالة المفتري عليها أو المظروف الحكومي الرسمي وأنا متوجسا كليا , فبدلا مما كنت أتوقعة من ترقية وتكريم معتبر أو حتي نقلي للوزارة بالخرطوم التي طال أشتياقي لها , أذ بهم بسلامة قدرهم بالرئاسة يحيلوني للاستيداع الفوري باحالتي للمعاش المبكر ويقولون بصفاقة وقلة حياء وضمير وفي حيثيات ركيكة خجولة بانها تأتي كاجراء روتيني كما جرت العادة لتجديد الدماء المفتري عليها , ويطلبون مني في أشارة أخري ضافية صغيرة والتي يبدو أنها وضعت وصيغت وهذا أكيد تحت سمع وبصر سعادة القنصل المسيطر المستفز كجزاء سينماري أخير , وأن أسلم وقتيا وفورا بلا تاخير المكتب للعم عبد المولي وفي ظرف 24 ساعة , أما معاشي وحقوقي كلها ستأتيني تباعا علي العنوان الذي ساتركة غير آسف , متي ما تم خصم كل السلفيا ت والنقص في آي عهده سلفت وتسوية معاشي المفتري عليه , بالطبع قمت طائعا بتسليمهم فوريا مفاتيح المكتب والمكاتب الجانبية خاصتي مما أدهش حتي عم عبد المولي , الذي بداءت علية لاول مرة علامات الاسف الشديد فقد كنت بطبيعة الحال ولقراءات ذاتية محضه قد رتبت كل شيء للبقاء مترقيا أو مغادر أو حتي منقولا لاي موقع آخر , فأنا عادة آومن بمقولة " علينا ان نستعد للهزيمة كما نستعد للنصر " , وطلبت من عم عبد المولي الحضور لفلتي في الساعة الرابعة عصرا لاستلام عهدة المنزل وبقية المفاتيح , لانني ساغادر مساءا أما الي فلادليفيا لبعض معارفي وأصدقائي أو لغرب فرجينيا أو راسا لفرجينيا شرق لـ " رتشموند " لشقيتي " نجلاء " ورحيمي زوجها دكتور " علام " الذي يعمل محاضرا ورئيس قسم القانون بجامعة المدينة , في الحقيقة ماهي سواء ساعة زمن لمغادرتي للمكتب مودعا ووصولي للمنزل منهكا , حتي أنهمر علي من حيث أدري ولا أدري سيل من المكالمات من أصدقاء قدامة لم يخطروا علي بالي وتكاد الذاكرة لاتسعفني لتذكرهم الان متضامنين معي ومؤاسين , ويقدمون لي دعوات مفتوحة لزيارتهم وتمضية بعض الوقت في ضيافتهم خصوصا من الذين يعملون بولايات مجاورة , بالاخص من اصدقاء حزبيين لدودين قدامة ودعتهم وأستقلت منذ سنين عدة من أحزابهم المعارضة , أما زملاء العمل واصدقاء الوظيفة الجدد جميعا ولمدة تقارب الخمسة وعشرين عاما قضيتها في خدمتهم ومساعدتهم وتقضية حوائجهم بما يرضي الله ورسولة بلا من ولا أذي , فلم أسمع من أي وأحدا منهم لا كلمة ولا مكالمة أو حتي أي رسالة مواسة او تضامن كزملاء عمل , فالذي بدا لي جليا بأن خوتهم كما يقولون أهل المراسم الرسميين " خوة الكاب .. حدها الكاب " ولكنني بدلا من أن اثقل علي الكثيريين الذين أظهرهوا كرما أحسبه أصيلا فياضا , فقد فضلت عدم أذعاجهم والتوجة بجريرتي بلا تاخير لفرجينيا شرق لـ " رتشموند " لاسرة شقيتي الوحيدة , لان المثل السائر بيقول " لما تهلك أخيرلك أهلك " , فأخذت من نواحي سنترال بارك الشرقية تاكس لموزين طويل في شكل مكرو بص سياحي بة كرسي وسيع مريح لمثل حالاتي المرهقة , تاركين بعدها بتمهل وسط المدينة شرقا ومودعين هضاب الاباشي موطن الهنود الحمر قديما وجبالها الممتدة بطبيعتها البهيجة الخلابة الممتدة , عبر السفوح والاودية الخضراء المعشوشبة ولما لا نهاية , لتبتلعنا في لمحة بصر منظر تلكم المقاهي والحانات الريفية المبعثرة بالجانبين , التي كانت في يوم من الايام مراتع للاستديوهات وبلاتوهات التصوير السينمائية في السبعينيات من القرن الماضي ,لافلام الكابوي ورعاة الابقار من أمثال أسرة ال كابوني الواسعة الشهرة من شيكاغو وحتي غرب الاباش الدامي وال أرام وغيرهم من الاسر العريقة في هذا المجال , والذين أصبحوا الان اثر بعد عين بتمركز صناعة السينما نفسها بهوليود ـ كاليفورنيا والي أشعار أخر، كما يحدثني جاري الامريكي من أصل جواتميلي " ريك باغال " , وأصبحت ملاز آمن كما يبدو الان وأراء للعشرات بل المئات من المهاجرين من المكسيك ودول الكاريبي خصوصا الاجئين المنشقين الكوبيين , بتقليعاتهم وازيائهم الشعبية الصارخة وبيعهم وشرائيهم كسماسرة محترفين للسيارات الامريكية القديمة من طراز الكازيلاك والبيوك والشفرليت وتصديرها بربحية معقولة لوطنهم الام , بعدها لم احس الا وأني أذهب في غفوه طويلة بعض الشيء لنصل بسلام لضواحي مدينة " ريتشموند " الكبري لاخذ تكسيا لسكن الاساتذة الجامعيين وعائيلاتهم وأرسل رسالة نصية وحيدة لشقيقتي لاخبرهم بأنني ساكون بمشيئة الله بعد دقائق معدودة بالبوابة الرئيسة , ولاداعي للازعاج وحضورهم أذا أنني أعرف موقع فلتهم تحديدا فهي كما اذكرها بالرقم "101" بالمدينة الثانية " رؤوساء أقسام ـ 5 " غربا 2ـ A, كانت الساعة بالضبط حوالي الساعة الثامنة مساء ومما أدهشني حقيقة أن كل السكن الجامعي وحتي كل الفلل بالجملة منور الا فلتهم بسلامة قدرها والتي أراها الان تماما أمامي وتحت أعيني ومكتوب عليها بلا لبس أوغموض بالتمام والكمال فيليا رقم "101" بالمدينة الثانية " رؤوساء أقسام ـ 5 " غربا 2ـ A, الحقيقة أندهشت واستغربت غاية الاستغراب وأنا أتساءل داخلي يا تري ما حقيقة ذاك الخطب العظيم الذي جري أو حل بهم فجاءة ودفعة واحدة وحد بهم حتي لعدم الانارة الخارجية كليا , وأخذت أواسي نفسي وأسليها حلمنيشيا بقول عنترة العبسي " هل غادر السكان منْ متردَّم ... أم هلْ عرفتَ الدارَ بعدَ توهمِ " .. يتبع ـ3
فتحى عبد العزيز محمد
نيويورك ـ منهاتن ـ سنترال بارك
5/1/2014م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق