الأربعاء، 4 نوفمبر 2020

تيه وسراب بقلم محمد بيولي/تونس

تيه وسراب

هاهو ذا يجرّ أقداره العنيدة...
ممتطيا سرابه الوردي الحالك...
يداعب أطراف ألوانه المهينة ...
يهذي لسانه :" سوف أصل"...
سوف أقارع سيل الملام...
وسوف أُسرّع نبض الأمل...

تصدعت نبرات صوته فوق الصخور...
شحبت أوراق النخيل أمامه...
تداعت أهرام ذاك السراب البعيد...
عجلة الزمان تتطّرد لا ترحم...
كيف لها أن تمشي الهوينى...
من يحدثها عن شكلها المخيف...

تيه وخوف يأكل لوحات المساء دون هوادة...
تستقر ورقة على سطح الماء كأنها سحر...
تحمل معها نظارتي ومرآتي وصندوق الذكريات...
أمتطي نظارتي يضمحل السراب...
تتدافع الأحلام وتطرق كل باب...

أستيقظ من غفوتي..
أنظر... أحدق... أحملق...
لقد كانت سِنَةٌ مجنونة...
أفاقت قسرا...
فتبدد معها ذاك السراب...
لقد كان ذنبي...
ولا تثريب عليك أيها السراب....

محمد بيولي/تونس

L’image contient peut-être : une personne ou plus, personnes assises et intérieur

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق