الجمعة، 6 نوفمبر 2020

هو ملاذي ... للكاتبة سلوى الصّالحي واللوحة للرسامة لطيفة الجلاصي

 شاعرتي سلوى الصالحي

اشتركنا في عشق البحر وجمعنا الاحساس المرهف اختلفنا في التعبير كانت لي ريشتي ولها قلمها
كلماتها راقصت ألواني على أنغام حرفها المعبر
أشرقت لوحتني وازدانت ببريق قصيدتها لامست الوجدان فحلقنا جميعا في سماء الابداع
لك شكري ومحبتي صديقتي وشاعرتي

هو ملاذي ...
كانت في كلّ مرّة تجلس
على حاشيته لا تهتمّ بالنّظر بعيدا
بل تسمع الى حشحشة المياه
في المدّ والجزر
فتدلي برجليها في الماء
وتترك لهما العنان
وتسرح هي بخيالها بعيدا
ماذا لو تمتطي صهوة مركب
وبه تبحر بعيدا أين الأفق ؟!
هي الآن كبرت وماعاد يكفيها
أن تملأ حجرها بالأصداف الجميلة
وتبني قصرا من الرّمال
ثمّ ترسم له أبوابا كثيرة
ونوافذ وغرفا عديدة
وفي طرفة عين تأتي عليه
الأمواج فتحطّمه
احساس بالخيبة يلمّ بها
فتعود أدراجها
وبين نفسها وبينها
تقول لن أعيد الكرّة
كفاني أوهام
هذه المرّة لن أجلس على الشاطئ فقط
بل سأمتطي صهوة هذه المركب
وأدخل الى الأعماق
ولكن هل بامكاني التّجديف ؟
قد أتوه ولا أعرف الرّجوع
بحياتي ما ركبت سفينة
ولا سافرت بعيدا
لا حتّى ركبت مركبا
ولا حتّى... أتقن السّباحة
الشيء الوحيد الذي
الى البحر يشدّني
هو أن أجلس أمامه وأسبح
أسبح كثيرا ولا يحدّني غير الأفق
فأصحو من غفوتي
وأجدني
على الشاطئ أغفو
فأتساءل :أين أنا من كلّ هذا ؟
كيف لي
أن أتوغّل في البحر
وأنا لا أعرف كيف أجدّف
ولا حتّى أسبح
عشقي الوحيد هو أن أجلس
على الشّاطئ ومعه أتحدّث
وأقول ...
تارة أثور وأصول وأجول
وتارة أصمت
وطورا أجري ثمّ أمشي
حتّى أهدأ
ثمّ أعود اليّ
فأجدني ...صفر الجنبين
لا كلام ولا سلام ولا حتّى حنين
أعود اليّ لأحمل الأثقال من جديد
بقلب من حديد
لا يشوبه صديد
لأبدأ من جديد ...
وكأنّ الهمّ الذي كان يلفّني
انزاح ...
ولكن هل سيظلّ خوفي
من الدّخول في الّعمق
يرعبني ؟؟؟
هذا السّؤال دوما يلحّ عليها
ولا تجد له جوابا
سلوى الصّالحي 5/11/2020

اللوحة للرسامة لطيفة الجلاصي 







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق