الجمعة، 6 نوفمبر 2020

*وأُلَملِمُ ثياب الشتاء* بقلم أ.ايمن-حسين-السعيد..إدلب ..الجمهورية العربية السورية.

 *وأُلَملِمُ ثياب الشتاء*/بقلمي/أ.ايمن-حسين-السعيد..إدلب ..الجمهورية العربية السورية.

وأُلَملِمُ ثياب الشتاء
من خزانة الجدار الحجرية
حيث فاحت رائحة النفتالين
وصابون الغار منها
وأستجمع حقائبي كصف أحادي
مُستَجمِعاً كل القهر
فسأبدأ من جديد
مشوار نزوحٍ جديد
في شتات عاصفي الأجواء
عاصفي الإنفجارات
عاصفي الدماء
عاصفي البرودة التشرينية
فرمايات راجماتٍ صاروخية
وإيقاع أصوات الفوزديكا المرعبة
وتتالي رماياتٍ مدفعية
يؤدي لها أطفال البناء التحية
بهول الصراخ وعويل البكاء
فيما تهتز الأرجاء ،بالإنفجارات المدوية
محتبساً الأنفاس
بينا ألملم ثياب الشتاء
إلا ما فلت مني هنا وهناك
رغماً عني
فثمة زفرات ساخنة قهرية
وخلل ما احتبس صراخي
كالأطفال
يا لحلاوة قتلي
في رماياتهم المتغولة وحشيةً
فسيكون أشد الرحمة والحنان
فما بي طاقة تحملني
فأسلمت أمري وقيادي لله
دون صد أو ممانعة
تُسرجني روحي الخاسرة
كلما ارتَّجَ المكان
بهولِ الإنفجارات المرعبة
فتُلقيني في سهوبٍ اللامبالاة
كطفلٍ عاجز لم يدرك النُطَقَ بعد
أمام تغول أولئك المخلوقات الوحشية
حيث يُتَاحُ لي
فضاء نزوحٍ لا منتهي
تتشابكُ فيه خيوط المعاناة وأراني
مُلقَىً فوق دَفَةٍ عائمةٍ
تتٍَحرك بي في عَرَضِ محيطٍ
لا أطراف ليابسةٍ من براري
هجِعتُ ومازلتُ في الخَرس
فالمعجزةُوحدها
أعاذتني من شر ضجيج الإنفجارات
وإِذْ بِكِ بعد قطيعةِ السنين
وإذ بكِ بعد غياب عاصفي
تُطلِينَ بشعاع وهجٍ
وأكاد لست مصدقاً
فقد خِلتُ جهاز الإتصال يهذي
أحقيقةُُ أنني في حضرتك !؟
أتطمئنين على سلامتي أم موتي!؟
تمالكت نفسي بألا أجهش
ورفعت رأسي شاكراً الله وإياكِ
فبمعجزة الكبرياء نطقت
مُباركاً في أصلكِ الذي جاد متأخراً
وعن أي الدروب سأسلك
في وعورة النزوح
نعم نازحُُ أنا ولكن ليس إليكِ
وتسألينني إذن
لَمَ على رفراف خزانتي وشَاحَاتُك
فعرفتِ أن لا ملجأ لي
ولا قطاف لقلبي
إلا من أثمار ذِكراكِ
فهي ماتُعِينُ قلبي على النبض
لوله فيكِ دافقٍ مُستمر
فهول الحضور أيقظني
وغفوت فيه وغفوت
مُغَيباً هول الإنفجارات المرعبة
وبلبل الدمع رُغمَاً عني وَجنتيَ
ومابل حضورك المرئي جفافي
كم انتظرت يديكِ
فما هطلت سماواتك
أمطار الحب والعافية
ولا لَجَمتِ قُطعانَ ثيراني الهائجة
كم انتظرتُ وحيداً
ليفكَ السلامُ غبار الصدر
من حنينٍ ساكنٍ
قَفصَ ضُلوعه
بغضب لسلامٍ ليس يأتي
ويمسحُ ماعَلِق به
من طينِ المأساة والقهر
وها أنا على أعتاب تشرين الثاني
وها أنا على أعتاب العقد الثاني
وها أنا مبحر من جديد
في تشريد ونزوحٍ شتوي
وتنأين أنت في الأمان
وينأى في الأسر جوادي
جواد الأمل
وأنا أَسيرُ هذا الطَقسْ
بقلمي/أيمن-حسين-السعيد...
دلب-الجمهورية العربية السورية ٦/نوفمبر٢٠٢٠
*أريحا

L’image contient peut-être : 1 personne

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق