الأحد، 1 نوفمبر 2020

لكنّك لن تكون إلاّ شاعرا... بقلم الأديبة ريم العيساوي

 لكنّك لن تكون إلاّ شاعرا... الكاتبة ريم العيساوي

(1)
كن سرّا من أسرار التّشرّد
في عيون اللّيل
المذبوح على كراسي المقاهي الباردة ..
كن ارتعاشة الطّير
بين أصابع البرق
تهدهده سنابك الأنواء ..
كن نفحة من أنفاس الصّيف الحارقة..
حبيبك كأس النّسيان
ولا أنيس لك
سوى شوكة القلق
تنغرس في بؤبؤ العين
وترحل عبر الشّرايين المحترقة..
كن كما تريد ..
(2)
كن نجمة حيرى
أو نجمة متهجّدة..
كن شعاعا من ضوء الشّعر
ينطفئ على رصيف الأوقات الهاربة
متنفّسا زهر الرّجاء ..
ساكبا كؤوس الانتظار للعابرين
الفقراء الحالمين..
كن كما تريد..
(3)
كن أرضا مقدّسة
أو أرضا مدنّسة..
تربة خصبة ..
أو تربة برشاء ...
كن ذئبا متسلّلا
من بين حنجرة الصّدى الْمشروخ حِداها
عند احتضار الفجر..
كن حجرا ...
يهوي في قاع التّيه
وفوضى رحيل الغجر
الهاربين إلى فراديس الأرض المنشودة..
كنكماتريد ..
(4)
كن رفيف الرّمش
هربا من عمى العين
في فيافي التّيه العاتية ..
و عند عواء الصّحراء
كن كسرة الجياع
عند قيامة الحرب الصّامتة
وقبل تربّص الموت بالأبرياء ..
كن كما تريد ..
(5)
كن قصيدة عصماء
أو قصيدة خرساء
أو أمنية بلا أقدام
يدميها الرّحيل
ولا تصل لبيوت الرّايات الحمراء ..
كن قيامة الفصول
وصرخة شمشوم
في معبد الغضب المسعور ...
كنكماتريد ..
(6)
كن عاطفة ناريّة
أو عاطفة ثلجيّة ..
كن صفحة في ملحمة التّاريخ
توثّق مآسي انتظارات النّساء
متلذّذا بفاكهة كبريائك ..
كن صفحة بيضاء
أو صفحة سوداء..
كن مُزُنا تنهمر
ساعات الجدب
وتجرف صحارى القحط
إلى جحيم النّهايات الباهتة
كن كما تريد..
(7)
كن طليقا
أو موثوق اليدين ..
خارج نفسك
أو داخلها
في كلّ الفصول
في نقطة الصّفر المتزأبقة..
كن في الشّرق
في الغرب
في كلّ الجهات..
كن صورا من كلّ الذّكريات
والآهات
والحسرات
ولوثة المجانين
وحتّى التّرهات...
كن رحيما
أو متجبّرا ..
كن كما تريد ..
و لكنّك لن تكون إلاّ شاعرا
متدثّرا بنور الكلمة..
ومكتويّا بجمر القصيد..
فكن كما تريد ..!
الشّارقة21-3-2010
L’image contient peut-être : 1 personne, texte qui dit ’egend Biography OF YHE PROBASHIRDIGANTA’

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق