الثلاثاء، 3 نوفمبر 2020

صعقة النور بقلم الكاتب محمد بيّولي/تونس

 صعقة النور

سار طويلا مفكك الأوتار..مشتت الأفكار.. كالمعتوه المتردّد بين أنهج التيه... وأزقة الجنون... وقْعُ أقدامه على إسفلت الفراغ يلفت الأنظار.. فيطارده الموج العنيف بسخرية مقيتة.. رياح الهجر تعصف باكية..تعانقها مقامات الطيور بلحن الصبا..سمنفونية الصبابة تسد الأفق.. تخيم على أرجاء مدينة الأشباح.. مقفرة إلا من عواء الذئاب المتمردة... يواصل رحلة العناء بناي هزيل لا صوت يعلوه... سوى أزيز مقرف يلوكه الفؤاد شوقا إلى الوصول... جزيرة المرجان تتراءى كشراع السفينة... إنعكاس الشمس على سطح البحيرة يروق له... فيتسمر طويلا يرقب المكان الساحر... عيناه فارهتان... أوصالُه ترتعد عجبا وربما فرحا... إنتشاءً بموسم الإنشراح... يرقص قلبه كمثل فرقة نحاسية في زفاف ابنت الملك... يزداد ذاك النور وميضا كلما اقترب... سعادة ما عهدها تجتاح وجدانه... تختلج فرحا بين شرفات شرايينه... سرّع مشيته... هرول طويلا... صار كالمعتوه يجري ثم يجري... تذكر لحنا دونه في دفاتر معهده... إنطلق يغني... يدور على ضفاف الشاطئ الجميل فاتحا ذراعيه.. عانقته الأمواج موقِّعة على صفحات أحلامه أحلى موازين الطرب... صفقت طيور الشرق... قد يستيقظ يوما من حلمه ... لكن سيظل في صراع كي لا يستفيق... يمضي نحو ذاك النور.. يلجه فيتماهى معه... ليته يبقى هناك...

محمد بيّولي/تونس

L’image contient peut-être : 1 personne, ciel, barbe et plein air

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق