الاثنين، 2 نوفمبر 2020

أحتاج أمّي.. بكل ما في النّفس من شجن وحيرة وغضب عاصف بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 أحتاج أمّي.. بكل ما في النّفس من شجن وحيرة وغضب عاصف

مشتاق إلى ذوات كثيرة وأشياء شتى..
بي حنين عاصف إلى أمّي،تلك الشجرة الباسقة التي انتهت قبرا واجما،زاده البياض حيادا..
أين منّي وجه أمّي في مثل ليل كهذا..بسمتها العذبة..بسمتها الأصفى من الصفاء..عتابها لي آخر الليل حين أعود ثملا وقد شردتني حانات المدينة..
أين منّي حضنها الدافئ وهي تهدهدني وأنا الطفل والشاب والكهل..
لم أعرف اليتم يوم غاص أبي الرحيم إلى التراب..
واليوم تشهد كائناتي وأشيائي أنّي اليتيم..كهل تجاوز الخمسين بعشر عجاف..
ولكنّي أحتاج أمّي بكل ما في النّفس من شجن وحيرة وغضب عاصف..
أحتاجها لألعن في حضرة عينيها المفعمتين بالآسى غلمانا أكلوا من جرابي وشربوا من كأسي واستظلّوا بظلّي عند لفح الهجير..
لم أبخل عليهم بشيء وعلّمتهم الرماية والغواية والشدو البهي..
واليوم تحلّقوا في كل بؤرة وحضيض لينهشوا لحمي وحروف إسمي ..
آه أمّي كيف سمحت لنفسي بتسليمك إلى التراب..؟
حنيني شائك ومتشعّب مثل حزني تماما،وكياني مكتظّ بالوجوه والذوات..

سلاما لروحك الطاهرة يا أمّي..

محمد المحسن

L’image contient peut-être : 1 personne, gros plan

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق