إنحدار
أستجمع مبعثراتي المتناثرة على شفير الوهم المحتضر... أنادي غيمة باهتة الألوان... أفترشها كحصير القش المتآكل... أعمد إلى تلك الشرفات البعيدة... أسافر طيفا تائها غريبا.. بين ركام الذكريات المدوية.. بركان يعصف بالكيان ولا يبالي... يسترق عاصفة من الزمن فينثرها في هزيع العمر... يطل الطيف من على الشرفات المتكسرة... ضباب العتمة يترآءى... وفوق ذاك الضباب ضباب... نايٌ يربّت على الروح كَنَثِيث الندى المتورّد... يعانقها كالوصال.. يسكن حجراتها... يمرّض زفراتها... لحن جميل ينساب كالعسل الصراح.. يعزف قواف ساحرة كألف ليلة ونيف... عطر الأوتار يوشي الأفق ياسمينا.. وحسنا وبضع إبتسامات... يلتفت الطيف المعوج فيتكردس ويهوي.. إلى أين!!! إلى البوح المكتوم... إلى اللون الخافت.. إلى وجوه مصفرة لا تسر الناظرين... عاد الوتد إلى مكمن الداء.. وتمضي إسطوانات العناء تملأ المكان صراخا... كان حلما فصار أنصاف حنين... حنين متناثر لا يغني النفس ولا يروي ضمأ القلوب...سكت القلم... واختفى المداد...
محمد بيّولي/تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق