يدخل وجهي ...يتلمّس ملامحه بدمعه...يرجو مني في سرّه صمتا حتّى لا تظهر منّي سوى ذكريات أشجانه...مازالت عيناه تتقدّمان نحوي تريدان أن تمسكا السّراب...تلاحقان طيفا عزيزا يتوارى في ملامحي...أسمع أقدام الحزن تركض في لهاث مرّ نحو غائبة تتلاشى بذاكرة الوجع...لكنّ وجهي يبقيها على شفا الحضور خنجرا لا يقتلع من جرحه...أراني أمامه قبرا تنهض منه أيّام امرأة...يتأمّلني كأثر ثمين فلت من موتها يريد أن يطمره بأعماق قلبه ينبوعا ينعش الذّاكرة...وأحيانا ينهار أمامي كأنّي لعنة عجزه عن نسيانها...أنا الكيان الحيّ لحداد لا ينتهي...كم كنت أشبهها..كم أحبّني لأنّي صورتها...صرت لديه الآن جنّة الحنين إليها وجحيم فقدها...صارت قسماتي دروبا سرابيّة لماض قصيّ ...ترحل عيناه فيّ ..لا تكفّ دموع صمته تقتفي على ملامح وجهي طيفها ...أخته...
بقلم وفاء الرعودي-تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق