الخميس، 5 نوفمبر 2020

الموت حق.. بقلم لمياء السبلاوي...

 طابور طويل في مستشفى الامراض السرطانية.. والجو خانق معتق بروائح العرق التي تنبعث من بعض المرضى القادمين من بعيد.. والحر شديد.. ينذر بفصل جاف.. كانت فاطمة تجلس على كرسي قديم قدم أبواب قاعة الانتظار... تنظر إلى الأرض.. شاردة.. ترى هل ستتحمل العلاج الكيميائي.. وماذا إن تحدت الموت... وتجاهلته؟.. وعاشت ما بقي لها من الايام... دون أن تأبه لنظرات الشفقة حولها ولمحاولة أهلها باحترام نصائح الأطباء...؟ ماذا لو سافرت إلى ذلك الريف الجميل.. حيث أمضت طفولتها وصباها... تمرح في الحقول وتتسلق جبلا صغيرا هي ورفاقها... كلما حل الربيع.. بردائه الاخضر.. وخرج الفلاحون لاستقباله بحب كبير .. وببساطة اكبر وأجمل..... وفجأة انتفضت على صوت الممرضة تناديها فقد حان دورها... لبداية العلاج.. وبداية حرب غريبة... يقولون انها حرب ضد الموت... جملة ظلت ترددها وهي تقترب من الممرضة.. بخطوات ثقيلة... ثم توقفت فجأة... ونظرت إليها في تحدي .. قائلة... "

الموت حق..
الكل ذائقه..
والعمر قدر..
وطريق الكل سائره..
فلما الخوف
من أمر ان حلّ ..
لا أحد يؤجله..
سأعيش.. ارسم وردا..
غدا يزهر وأستنشقه..
وأحمّل الحمام سلاما
لأحبابي سيبلّغه..
انا لن اموت مرتين..
دعوني مع الذكريات
موتي أستقبله...."
نبست بتلك الكلمات أمام استغراب الممرضة... ثم لوحت بيدها مسلّمة... وغادرت المستشفى... تستقبل الموت.. بروح مرحة ونفس مطمئنة... وهي ترتدي فستانها الأبيض.. وتبتسم للسماء..وتدعي أن أشعة الشمس الحارقة.. أدمعت عينيها.... من يوميات إمرأة تحتضر....
........ يتبع....
بقلمي لمياء السبلاوي...

L’image contient peut-être : une personne ou plus et plein air

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق