الخميس، 23 مايو 2019

قصة قصيرة ،،،،، للشاعر //// د. محمد موسى

♠ ♠ ♠ ♠ القصة القصيرة ♠ ♠ ♠ ♠

♠ ♠ ♠ أهلا ياقاهرتي ياحبي ومعذبتي ♠ ♠ ♠

  ♠ ♠ كان بطل قصتنا في رحلة علمية  إلى  أسبانيا لحضور مؤتمراً فى علوم الفضاء ، وهذا هو  تخصصه الذي حصل له على الدكتوراه من أمريكا ، والقربين منه يعرفون انه أسباني الهوى ومصري الهوية ، يحب من مغني اوربا خاليو كاسيوس ، ويشجع الفريق الملكي الأسباني في كرة القدم ( ريال مدريد) ، علماً بأنه عضواً في النادي الأهلي في بلده ، ومع ذلك يشجع النادي الملكي ، قرأ عن أسبانيا  كل ما كتب عليها باكثر من لغة ، وكان يتمنى لو كان أحد جنود جيش البربر بقيادة طارق بن زياد ، ويعبر معه إلى أرضها ويفتح معه الأندلس ، لنشر الحضارة الإسلامية العربية التي تجدها في كل مكان ، ومساجد الأندلس المكان المفضل عنده لصلاة الجمعة بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة ، ودائماً يكتب عنها ويصفها بأنها حبيبته التي تتمدد على شاطىء المحيط ، وشعرها يتدل في مياههِ إذا ضحكت حدث أن أشرقت الشمس وبزغ القمر معاً ، فأضاءت أوربا كلها ثقافةً وفناً ، دخلها وعاش فيها الإسلام من عام 711 إلى عام 1492 ميلادياً  ، وعم العدل وعمت الحضارة كل أوربا ، والإسلام له فيها أجمل وأروع الآثار فهذه قرطبة  ، وتلك قرطاجنة وهذه بلد الوليد وطليطلة و غرناطة و القسطنطينية و سرقسطة و إشبلية ، هنا تشاهد عظمة الإسلام في أوربا ، وتظل أسبانيا منارة للحضارة الإسلامية ، تشهد اوربا بفضل العرب في العلوم والفنون ، ومثلاً هذه  القصور الحمراء المطلة بعزة وشموخ على مدينة غرناطة ، وبطل القصة كان قد قام بزيارتها مرات عديدة كلما زار أسبانيا ، وتبهره فى كل مرة هذه الفخامة والروعة ، وفي رحلته هذه ، وفى اليوم الأول للمؤتمر تعرف عليها هي دكتورة أسبانية وهي تمتاز بالبساطة والشياكة الأوربية ، وكذلك بالجمال والرقة العربية ، لها عينان لا تخطأ جمالها ، كان اليوم هو عيد ميلادها ودعاها إلى حفل الأوبرا ، فالأوبرا واحدة من أجمل الأماكن التي يحرص عليها ، في كل بلد يزورها ، وبعد الحفل أقام لها في فندق ميريدان مدريد حيث إقامته حفلاً بسيطاً لعيد ميلادها ، وهي إمرأة غزيرة الثقافة تعرف عن بيتهوفن وموتسارت وشوبان وديستوفسكى وتشايفسكى وبرناردوشو وليوناردو دافنشى وميكل أنجلو وباولو بيكاسو ، ما يجعل الحوار معها متعة لا تنتهي ، والرجل العاقل يعجبه دائماً في المرأة ثقافتها وأناقتها ، فالحوار بين العقول ينم على حيوية الإنسان ، ووعدته أنها سوف تأتي إلى القاهرة لتشاركه عيد ميلاده ، وظل التواصل بينهما طوال وجوده في أسبانيا وأنتهى المؤتمر ، وكان عليه مغادرة أسبانيا لإرتباطه بمواعيد هامه ،  وفي الطائرة المتجهه إلى القاهرة ، جاءته رسالة منها على هاتفه المحمول ، تقول فيها "يقابل الإنسان في حياته الكثيرين ويمضون ، إلا القليل منهم هو من يبهرك بشخصيته وأنت منهم"  ، وكان رده  عليها بالشكر واللقاء القريب وهو يبتسم ، وعاد إلى القاهرة حبه الوحيد رغم إختلافها عن قاهرة الثمنيات والتسعينات ، فهو وإن كان يسكن في مصر الجديدة ذات الطابع البلجيكي الكلاسيكي ، إلا أن الزحام أوجد سلوكاً غريباً ، يسميه الخبراء أخلاق الزحام ، إلا أنه عندما يغادر القاهرة يشعر وكأنه قد إنفصل هو عن ظله ،  ولا يكتمل حضوره وشعوره بالحياة إلا بعناق جسده وظله ، ولا يحدث هذا إلا عند عودته للقاهرة.

♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق