أبتي ...
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
أبتي ، هذي أشعاري على صهوة الريح تمضي ،
تقاسمني وهج أشواقي
كلما عز في المسير هذا الغياب ...
أبتي ، ها مواجع جمري
المتقد الآن بين جوانح صدري ،
تحكي قصص الصمت حين يعبرني
في مهب الريح هذا الغياب ...
أبتي ، قد في وحدتي سر هذا القميص
و إخوة ظلي على عتبات الحلم
ما زالت قوافلهم تشم رائحة الغدر
في مهب الريح إذ تبتغي وصل هذا الغياب ...
أبتي ، قد نسيت حماري سنين مضت
حتى انبعثت من ترابه تلك العظام
و طعامي لم يتسن عودة صوتي
و حرفي إذ عَبَرتْ أفقه أعوام من غفوتي
فانسلت ريح من بين تقوب الغياب ...
أبتي ، مرت سنوات عجاف
على وطني حين افترقت
سبل العابرين صحاري الوهم
في رحلة الأوقات ، ثم مضت أنظارهمُ
عرضة للريح و لفح الغياب ...
ما كلمت اليوم قوافل عاطفتي ،
فتواريخ عشقي ممتدة عمق هذا السؤال ،
و الحرف ما زال على سفر بين أسفار المكان
و صيحة هذا الغياب ...
أبتي ، ها قضيتُ الآن في رحلتي أجلا
ما سميته في خطوتي ،
غير أني أعاتب فيه القصيدة إذ غابت عني
فآنست بجانب هذا الوادي مجاز المعنى
لما استبق الركب ظلي
نحو لغاتي جوف هذا الغياب ...
أبتي ، مَزَّقت في عبوري
دفاتر من وهن العمر ،
ثم أنخت بباب القصيدة وهج الغياب ...
كان للهدهد في رحلتي حمل ،
مشعل هذا الحضور ،
و لما انتابني سحر القول السديد
على لجة الأشواق ، مددت قوافل
حرفي بساطا لبوح قدسته النايات
بين ظلال الغياب ...
علي الزاهر تنجداد المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق