الخميس، 2 مايو 2019

كرنك الخال ،،،،،، قصة بقلم أ /// فتحي عبد العزيز محمد

رواية طويلة :
كرنك الخال " حقي كمندجوا "
" المنفى الزامى .. ولم يعد .. خيار"

" لو أن شيئا يدوم على حال فلم تتعاقب الفصول ؟
" فرجينيا وولف "

الجزء الثانى :ـ
-3-
أمام كل هذا الغموض وما يحدث من حولى , من عدم وضوح للرؤية تماما قادتنى قدماى وأنا القادم للتو للعاصمة , ومن مدينة بورسودان والتى أمضيت فيها خمسة سنوات بعد تخرجى , فى كلية الاقتصاد بجامعة الخرطوم وفشلى فى الحصول على وظيفة , بالعاصمة الخرطوم تليق بى فى البنوك والشركات المنتشرة , لعدم وجود شخص ذو مكانة فأعلة يتوسط لى حينئذاك ويذكينى للراسمالية الوطنية الناشئية , كما أننى لم أكن أحبذ العمل الحكومى الروتينى , وفى وظيفة مساعد مفتش ثم التدرج مفتش / مفتش أول وهكذا , فى سلحفاية مملة وبعد عشرات السنين ثم التنقلات هنا وهناك , والشلليات والمشاكسات وبطء الترقيات مع الاختناقات الوظيفية المعروفة وسيف الصالح العام المسلط على كل الرقاب وغيرها , والتى طالما كان يشكوا منها والدى اللة يرحمة وهو من أهالى جزيرة توتى , والذين أحبوا السكن بالعاصمة الوطنية أمدرمان والذين أسسواء فعليلا للخدمة المدنية والمنتشرين , بلا من ولا أذى بعنوانهم الدائم , بالوزارة المختلفة بين دفتى شارع النيل وشارع الجمهورية وكما يقولون تلك الايام , لهذا رحبت فورا عندما عرض على العمل مساعد وكيل تخليص بشركة الملاحة العالمية بمدينة الثغر " بورسودان " , والتى عملت بها لمدة سبعة سنوات ثرة أكتسبت خلالها العديد من الخبرات والمهارات الوظيفية الاستثنائية , لانقل بعدها نائب مدير لفرع مكتب الشركة بالعاصمة " الخرطوم " لمعرفتى الواسعة بها وبأهلها حيث أننى بالطبع من مواليدها وأتطلع للنقل اليها , بل وكنت فى بورسودان بجانب عملى فى التخليص الجمركى , أعمل مراسل رياضى لجريدة الايام وعضو فاعل بنادى حى العرب الرياضى , والان مندوب عنة فى فك التسجيلات ولتصيد اللاعبين المؤهوبين لتنشيط اللعبة هناك والتى أصبحت تنافس الان ليس الفرق الخرطومية والاقليمية وانما بدات تمثل السودان دوليا , وأرسالهم فى عقود يسيل لها اللعاب للعب بنادى حى العرب أو غيرة من أندية المقدمة هناك .
وهكذا تشعبت علاقاتى الرياضية والاجتماعية المتينة بمجتمع العاصمة الكروى , وبالتالى كل اللوان الطيف السياسى النشطة , لهذا لم أشعر ذاك الصباح الا وحب الاستطلاع والمغامرة , كصحفى هاؤى يتملكنى ويقودنى لتسجيل زيارة خاطف , غير مرتبة للاعب المخضرم الشهير " عوض هيبة " , قطب نادى المريخ والناقد الرياضى المعروف والعضو الفخرى لنادى الزهرة , والذى صعد بها للدرجة الاولى وشاهد العصر الاوحد والرقم الصعب فى كل ذلك , والذى لا يمكن لاى صحفى حصيف تجاوزة أو تخطية أبدا , وفيما يخص التحليل والشأن الرياضى والكروى بالذات , والتزود من معين تجاربة وصولاتة وجولاتة فى دروب الرياضة الصعبة والشائكة , والتى تشبهة المتاهة تماما هذا أذا شئنا أوأبينا أتفقنا معة أو حتى أختلفنا , فهو وبصريح العبارة ذاك الشخص الاكثر الناس قربا وألتصاقا وأرتباط بالشخصيات الامدرمانية الفاعلة , وفى كل المجالات والذين يقودون حقيقة مفاصل العمل العام والحياة العامة الرياضية والسياسية , فهو على الرغم من مجايلتة لهم جميعا معروف وسطهم بالوفاء وطيبة المعشر , وحافظ للوداد والعشرة ومحلك سرهم جميعا وجليسهم الحبوب دائما والمفضل , والذين يفضفضون لة وبطيبة خاطر عن كل ما يكتنزوة أو يجول فى صدورهم الواسعة , من هموم وضغوط وهواجس حياتية تنتابهم سواء على المستوى الشخصى أو حتى العملى , للاستنارة براية السديد والحصيف والبعيد عن الهوى والغرض , وفى كل مجالس أنسهم وطربهم الشجى وجلساتهم المسائية الخاصة , والمعروفة للدانى والقاصى وعلى أمتداد أحياء مثلث أمدرمان الذهبى الشهيرة , والتى تصفوا فيها أنفسهم ويكونون على راحتهم وسجيتهم , وهم على ثقة وقناعة تامة بان كل ما باحوا بة من مواقف وأسرار , فى بئر دفين وحرز مكين أضف الى ذلك كلة وبلا أدنى تحفظ بانة يعد وأحدا , من أبرع ظرفاء أمدرمان المعروفين وعضوهم وجليسهم الدائم بل ومريدهم المفضل , الذى لاينسأهم أبدا بأعطاياتة وهداياة ومن كل سفرياتة الخارجية , والمهم فى الامر أننى التقيت بة بدون موعد مسبق وعنوة مدعيا الصدفة المحضة وحدها , أمام منزلة العامر والكائن بمحطة سوق خليفة بالثورة بالنص , كان يومها يجلس على كرسى القماش الاثرى الجعيص الذى يتميز بة , يرتشف القهوة الصباحية ويطالع بفنجريتة المعهودة وكالعادة الصحف الصباحية , ثم الذهاب كعادتة قبيل منتصف النهار للاتحاد العام كعضو بلجنة التحكيم المركزية , ومراقب وناقد رياضى مطبوع يتعاطف دائما مع اللعبة الحلوة الجميلة , والفرق الجديرة بالاحترام والاشادة ومن العشاق الولهين والداعين دوما للتغيير الرياضى للاحسن , ومع كل ما هوحديث وفن جديد ومبتكر فى دنيا المستديرة , وفوق كل ذلك من كبار عشاق ورواد دارالرياضة بأمدرمان ومن أكثر أعضاءها الدائمين فاعلية , وتأثيرا فى ألانشطة الاجتماعية الجانبية التى تدار هناك بمعرفتة , وأخوانيات الملاعب المميزة والطرائف التى لا تخلوا من القفشات الرياضية والتعليقات والحكاوى والنكات الماثؤرة ومن كبار الرواد وهتيفة الملاعب المشهورين , بل عفويا أسر لى وفى ذاك الصباح وفى معرض حديثة البانورامى الشيق , وأنا أستمع الية كشاهد على العصر لما حدث وراء الكواليس فى ذاك اليوم , واللقاء الكروى الهام بين الندين العملاقين وما ترتب علية من نتائج وويلات طألت كل البلاد, بطولها وعرضها وداهمت بلا مقدمات شظاياها بورسودان البعيدة نفسها , قائلا لى وبعد أن تنحنح وأعتدل فى جلستة وأخذ نفسا عميقا من غليونة المعقوف , أذكر ذاك اليوم المشهود والمشئؤم وكأنة البارحة , لنا نحن أهل الرياضة وعشاقها , كنا كلنا أنا و" قرعم كبلو " و " عبدة دهب " مشغولين تماما فى تشاحن وبغضا وهرج ومرج كبيرين بالمساطب الشعبية , وبالاستاد الكبير ولم نتفأجأة يومها الا وبمغادرة الرئيس القائد سريعا لمنصة الشرف , بالاستاد وفى خضم ذاك اللقاء الكروى الشهير وممتعظا للذى يحدث أمامة , ولم يعد بعد ذلك أبدا بل وليفأجى الجميع ويعلنها وبدون تحفظ أو أى مقدمات , أو أن يستشير حتى أى أحد كان رياضية جماهيرية كبرى وبحتة ولتعم كل البلاد والعباد , وعلى عينك يا تاجر وبجرة قلم وعلى رؤوس الاشهاد , ومن يومها تفرقت بنا السبل وتفرق شملنا جميعا , ولم نعد نتلاقى الا لماما وفى المناسبات الاجتماعية الصرفة , وبذلك أنقطع فى الحقيقة ذاك الخيط الضعيف والوحيد والذى كان صراحة يجمعنا ويربطنا بمايو نفسها , ومن يومها قلبنا لها ظهر المجن كما يقولون , وهكذا كانت العداوة والبغضاء بيننا وحتى نهائتها العجلة بعد ذلك , وفى الحقيقة هذا كل ماقالة لى فى ذاك اللقاء العارض , بل ووعدنى بالمزيد أذا سنحت الظروف وقبل سفرة الوشيك لخارج البلاد لتلقى العلاج , بل وأجتهت فى فترة قصيرة فى ترتيب عدة لقاءات جانبية مؤثرة معة , توطدت خلالها العلائق بيننا بعد ذلك ثم وكثرة لقاءتنا وزيارتى السريعة والمتكررة له , غير أننى ما زلت أذكر بعد ذلك لقائين هامين معة تحديدا ليكمل لى فيهم الكثير والمفيد من تلك الحقائق التى مازالت مجهولة للكثيرين الذين عاصروها , أحداهما كان ذات مساء مشهود بقهوة العم يوسف الفكى , وقبيل رحيلة المستعجل للدار التى لا يرقى اليها باطل , أسر لى بالكثير وكأنة يعنينى أو يخصنى من دون زملائى الاخرين كلهم , والمهتمين بالشأن الوطنى والرياضى بينما كان الاخير والنهائى تقريبا والذى تحسر فية كثيرا , جزء منة على ما أذكر فى قهوة " شديد " , شرق دكان الخواجة " أرونطى " القديم , ثم بعدها مواصلا أعترافة المزهل بالجزء الاخير , وعلى مائدة كرمة الفياض لكل زملاءة وعزومتة لى بعشاء فول مكلف , وصحن شواء العم " أدروب " المخصوص بمطعم " ملتقى الرياضين " غرب البوستة نفسها , أو مطعم السطح لا اذكر تماما , بل وأثناء تناولنا لذاك العشاء الاخير وكما يقولون وقبل سفرة الوشيك للندن صباح الغد , وكما هو معلن بالصحف أخذ على عاتقة أن يكمل ما أنقطع من حديث طويل مدعوم بالصور التذكارية الدامغة , فى توثيق بارع لاحداث ومواقف رياضية وسياسي مؤثرة وهامة بل وعلامات فارقة كبرى فى المسيرة الرياضية السودانية الخالدة , مازالت متوهجة بحضور والق فى ذاكرتة الحديدية ترسخ تلك العلائق المتينة والقوية , التى تشكل الرابطة الامتن بين كل ألوان الطيف الرياضى الامدرمانى الفاعل بعد ذلك , مثل أنكارهم لذواتهم والتضحية من من أجل الاخرين وبدون من ولا أذى وتواضعهم الجم وتكاتفهم , وتراحمهم كالجسد الواحد فى السراء والضراء بعيدا من الانانية وحب الذات , وقربهم اللصيق مع بعضهم البعض نهارا أو ليلا ولايفترقون الا للذهاب الى النوم , بل وكأن هناك رباطا أزليلاء لا فكاك منة يربطهم مع بعضهم البعض , لايبدلوة ليس بعقود عمل بالخارج ولكن ولا بمال ودولارات الدنيا كلها , لتتبدل فجاءة كل تلك القيم والمعزات التى أسسوا لها راسا على عقب , لتظهر فجأة الانانية وحب الذات والتكالب على المسالب والمصالح لاغير والانانية وحب الذات والظهور والتملق فى كل شيئى بعد ذلك , بل ومن الطرائف التى مازلت أذكرها فى ذاك اللقاء الفريد والعجيب , وبينما كنا نتناول العشاء بالطابق الارضى هبط شخص من الطابق العلوى " السطح " , لدفع حسابة وعندما لمحنا أشار الينا وهو متنحيا للخروج وهو يقول بأستحياء , " لا سلام على طعام .. يا عميد " ليباغتة العم " هيبة " بابتسامة واسعة ترتسم على محيأة , وهو يشير علية وبيدة مناديا يا ـــــود عرمان ما معقول .. أتفضل ياخى .. زود معانا .." , فما كان من ذلك الشخص المنادى الا ان تنفرج هو الاخر أسارير وجة عن أبتسامة وأسعة , ليقول لة من بعيدا " شيئ عجيب .. أبو القوانين شخصيا عوض هيبة .. وبذات نفسة " , ثم لوح لنا سريعا مغادرا على عجل وهو يشير فيما يعنى بان الحساب كلة مدفوع , لاجد نفسى وعن طيبة خاطر أسالة مستفهما , عمن يكون ياترى هذا الشخص المتين الذى أكرمنا بدفع الحساب ؟ , والذى يبدوا لى وللوهلة الاولى بانة ليس غريبا على أبدا , وأن وجة مالوفا لدى تماما ولكن لا أستحضر أسمة الان ؟" ليقول لى مستعجبا وفى طرفة وسرعة بديهة " واللة يا أبنى .. تبدوا لى الان كالكثيرين من المغتربين بالخارج الكثر , والغير متابعين للاحداث الرياضية وينسون حتى ظرفاء الملاعب الرياضية , المعدودين على أصابع اليد الواحدة ثم الاحداث والتحولات الرياضية الهامة , التى تتبدل ساعة بساعة ولايصابون بالتخمة مثلنا , ولكن يصابون وكما يقول حبيبنا الرياضى على السليقة ود الطاش محمد الوزير , ود شندى الجد بالتكلس والامية الرياضية العويصة والتى لاعلاج لها , الا بالمواكبة والاجازات المنتظمة وكما يحلوا لة الاعتراف بها كداء عويص , الم بة أثناء فترة أغترابة الطويلة بليبيا وهويومها يراسلنا " , بل وعلى سبيل المزاح والتندر يقول لى بعدها مستعجبا " حرام عليك وكمان بتبألغ يا رجل .. أصحيح لا تعرفة هذةالشخصية المشهورة وحتى الان ؟ , .. وأنت حالتك ألامدرمانى الصميم .. واللة على كدا يكون نصف عمرك ضائع اا" ليواصل قائلا " الم تقابلة حتى أو تسمع بة دا ما عمك " ود حمدان " أشهر ظرفاء دار الررياضة , وأقدم ظرفاء السوق الكبير بعد "ود نفاش " لاعاجلة فجاءة قائلا وعندما أتضحت فى ذهنى بعض الملامح المنسية لذاك الرجل المعنى , لاقول لة مجاريا لحديثة ولاكرر " ودحمدان .. ودحمدان .. بس .. بس عرفتة أخيرا ولكن معرفة قديمة ومن بعيد لبعيد .. ودا كان بالطبع على أيام صبينتة وفتونة بدار الرياضة الان لم أعد أعرفة فقد تقدمت بة السن بعض الشيئ " بل أضفت ومؤكدا بالطبع فراستى وكامل طويتى وحضورى قائلا " هذا الرجل سمعت بة وبقصصة ونوادرة كثيرا تلك الايام الخوالى .. وبالامارة فأننى أعرف فردتة أو نديمة وصديقة اللدود الشهير بـ "هدهد " بتاع سوق ودنوباوى الجديد .. , بعدها قال لى ضاحكا " بس .. بس عرفتهم وهؤلاء الاثنين كانا يشكلان تلك الايام ثنائى فكاهى خطير جدا , وأنا شخصيا أبدوا أمامهم ومع سرعة بديهتهم أبدوا تلميذا مبتدئا لاغير .. بل ويفوقون تيمان السوق وتيمان الاسبتالية حسن وحسين , فى أضحاك الناس وأمتاعهم وتجدهم دائما فى نواحى الملجة وسوق الهتش , وبالقرب من سوق النسوان أى سوق الطواقى وكل المناسبات الافراح والاتراح , وهم محبوبين ومعروفين ويا أ خى دى واللة هبة من اللة , وذى ما بقولوا من أحبة اللة حبب فية خلقة وهؤلاء طوبى لهم أعلام يا أخى على رؤوسهم نار .." ليواصل قائلا " وبمناسبة سوق الطواقى .. فأن هذا السوق زمان حاجة تانى خالص فى الطرفة والملحة ,.. وخصوصا مع خالاتك حاجة " عشمانة بنت حسنين " و "ست النفر بنت الفرينى " شيخات ذاك السوق القديم واللواتى كنا يحفظنا كل تلك الطرائف والنكات الجديد والمتجددة وعلى ظهر قلب كانك فى سوق العتبة أو روضة الفرج بالقاهرة القديمة , وأنت تعرفة كان يتجمع فية كل النسوة لبيع ما ينسجونة من مناديل الكورشية وطواقى المنسج , وأزالوة فجاءة ونهائيا ذات صباح مشئوم , وبجرة قلم على خلفية وشاوية من احد الدخلاء الخبثاء , بان رائدات السوق أصبحن عجينة عكننة سياسية للمعارضة , وطابور خامس فى أطلاق وتداول الشائعات المغرضة والتى حتما قطعا ستذعزع الامن والاستقرار والسلام الاجتماعى والاقتصادى والذى منة وتعصف حتى بالبورصات المالية العالمية , وبازالتة المستعجلة والفورية أندثر بلاشك معلما أمد رمانيا خالصا وبارزا , وكان يزورة صباحا فى قديم الزمان مؤسسة مفتش امدرمان الانجليزى , ويتحاور دائما مع النسوة ويجادلنة فى شئونهم كلها , الصغيرة منها والكبيرة ويجد لها الحلول الفورية والناجعة وكانة منبر لهم أو برلمان نسائى مصغر وعلى الهواء الطلق , كما أنة وبمقاييس ذاك الزمان كان يعد وأحدا من مراكز كسب الرزق الشريف لهن ومن ريعة تربت وتعلمت أجيال وأجيال لاسر كبيرة وعريقة فقدت أو توفى أو مرض عائلها , ومنة نسوان أشتوا الدهب وأراضى وقطع سكنية لاسرهم بالثورات والامبدات وبنوا وعمروا البيوت , وبزوالة أزيحت بالطبع دنيا بأكملها من أمدرمان , كانت أشياء تبدوا فى أعين البعض صغيرة الشأن , ولكنها كبيرة فى المعنى والهدف السامى الذى أنشئت من أجلة بالطبع .
-4-
بل مضى فى حديثة المشوق معى هذة المرة , الى مدى أبعد من ذلك ليقول لى " وبمناسبة " هدهد " و "ود حمدان " الم تسمع بأخر نكاتهم ونوادرهم الشهيرة والمحكية على كل لسان , والتى سمعت البعض يتداولها حتى خارج السودان , خصوصا عندما حللت ضيف على دكتور " فضيل " بلندن بشقتة بـ " كرافن هل " , وعندما يتذاكرون بحميمية ذكرياتهم ألامدرمانية الصرفة , قال لكل المجتمعين يقال بأن الاثنين كانوا تلك الظهيرة , يشقان شارع الصاغة متوجهين لماتم بالملازمين , وعشان أثبت لك بالدليل القاطع بطيبة وسماحة أهل أمدرمان فى تلك الايام , والجميع يسارعون فى الخيرات ويعرفون بعضهم البعض , لمحهم ود المليح و يحيى الككس فسلم عليهم مناديا بصوتة العالى فقال لة ود وديدى من داخل الدكان " ديل منوا البتسلموا عليهم كدا " فرد علية ود الككس قائلا " ديل ما هدهد وود حمدان قال لية " سبتهم وقول لـ ود حمدان يطلع يجينى داخل الدكان قول لية كمال وديدى عندة ليك مفاجأة سارة وهدية فريدة من نوعها بتعجبك تب .." ثم التفت لود المليح قائلا " بتذكر مركوب النمر الرسلوا لى حاج كرفس من الفاشر الوسيع والما طلع لاقدرى ولا قدرك .. خليك من هدهد أكيد ما حيطلع قدرة رسل لـ ودحمدان فوق , ما أرجلة بالطبع كبيرة زى رجلين ناس السحابة , وأكيد حيطلع مظبوط على رجلة , وفعلا مركوب النمر طلع كويس معاة بالضبط فقال لة ود وديدى المركوب عل كدا بخيت وسعيد عليك وأعتبرة هدية منى ليك , فشكروة الاثنين وأنصرفوا , وفى تلك الايام ومع جلابية السكروتة وقبايل العيد السعيد كمل ود حمدان الوجاهة , وأخذ بالظهور بالمركوب فى دار الرياضة وكل المناسبات بل شاءت الصدف أن يفترقاء لمدة اسبوع تقريبا وعلى غير العادة , وفى عزومة أولاد الياس بحى العمدة الجماعة سالوا هدهد مستغربين وينوا فردتك ودرعرمان لة زمن منك , الايام دى شايفنة بيقدل نفسوا عاجباة وكمان لابس لية مركوب نمر جديد لنج وأخر وجاهات وفى بيوت المناسبات ودار الرياضة قال ليهم دا زول مستجد نعمة اصبروا لية لما الاقية , وأكيد حيجى للعازومة دى أسع , بالفعل وصل ود حمدان ولابس بالطبع مركوب النمر يقدل وسلم على الحضور وجلس يتحدث معة شلة ناس وديع وطارق وأولاد العز متجاهلا صديقة اللدود هدهد بل وعندها قام ود أب جهامة قائلا لة وبسبيل المزاح " يا أخى أنت صاحبك هدهد دا من قبيل بأشر ليك وبقول ليك تعال وأنت مالك فاتح لية وما جايب خبرة .. مالك سمعتوا قال ليك ولا جابوا ليك ..؟؟ " بل بسرعة بديهة قال لية " قولوا لية يا ولد ..شوف ناسك والقدرك .. و أمشى اللعب بعيد .." بالطبع أنفجر الجميع ضاحكين , وهنا فقط أتكربن خالص هدهد وبعد صمت بليغ وطويل رد علية هدهد متهكما ومهنفا ووسط كل الحضور قائلا " .. قطيعة يا أخى فى مركوب النمر الخلاك تنساء الناس .. ثم ثانيا لا حسدانين ولا بقرانين من المركوب الجديد , سعيد وبخيت عليك ..ولكن يا ود حمدان ياأخوى داير أقول ليك حاجة ياخى المركوب دا ما جننتوا جن وطلعت عينوا عديل كدا لافى بى أمدرمان دى وباربعاتا .. يا أخى المركوب دا أشتكا ارحموا شوية .. , كمان داير أقول ليك حاجة وأنت ما طالبنى حليفة واللة هو ذاتوا ياخى النمر دا لما كان حى يرزق .. ما بكون لفة اللف اللفيتوا بية دا .. اا " , ثم التفت لجميع الحضور قائلا " ولا شنوا ياجماعة الخير .." , عندها فقط أنفجر الجميع ضاحلين وبقت الفرحة بهذة القفشة فرحتين بفرح الكرامة وبعودتهم مع الوساطات أخوة متحابين مرة أخرى وأصبحت بعد ذلك بالطبع ملحة أمدرملنية خالصة كاملة الدسم ولا يخلوا منة أى مجلس أنس " , بعد ذلك ومواصلا لحديثة الشيق قال لى هذة ببساطة شديدة أمدرمان سمار وندماء وغفشات هنا وهنا ولا تباغض ولا حسد ولمتهم فى الافراح والاتراح ومساعدة بعضهم البعض وكل فرد معتز بعملة وكد يدة ومتحيزا اكثر لفريق الحى الذى يشجعة وبروح رياضية سمحة , ثم أعود واقول لك للحقيقة والتاريخ وفىتلك الايام بالذات وما تلاها لم تكن أمدرمان على الاطلاق وفى أى يوم من الايام , فى ربكة أوحوسة حقيقية من أمرها كما رايتها فى صباح اليوم التالى مباشرة , لكل تلك القرارات الفجائية والمباقتة حتى الاندية قفلت أبوابها وتوقفت كافة أنشطتها , وأحالنا كلنا أبوعاج " للكنب " أى المقاعد الخلفية كما يقول أهل الرياضة , أو الى المعاش المبكر وفسرها الاداريون واللاعبين بأن كل شيئى بالطبع توقف حقيقة ولاجل غير مسمى .. .
الجزء الثانى " يتبع "
فتحى عبد العزيز محمد
أمدرمان – الموردة ـ الريفيرا
30/4/2010م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق