الاثنين، 31 أغسطس 2015

الشاعر عبدالحق الشرعي عن رائعتة دم الآبرياء



تَمَهَّلي قليــلا.. !

تَمَهَّلِي مع رياح السعيـر
والوجـوه المقطَّبــة
الطريــقُ تظهـــر
مسالكهـا مُلْتَوِيَـــة
تَمَهَّلـي قليــلاً.. !
تَمَهَّلِيأَيَتُّهَـا النَّفْسُ المُسَافِـرَة
في جَسَـــدي
تمهَّلـي قليـــلا.. !
تمهلي ..
وأنْت تُرَقْرقيـنَ الفَجْـر
فِي عينــي
تَمَهَّلـي في الصمـــود
وفي الآلامِ الباقيـــة
تمهَّلـي بيـن متاهات الأَحْــلام
والوُعـود الزهيَّـة
الآن تمهلـي.. !
يا ذُرَّةَ الوُجـودِ الخفيَّـــة
ما بَـالُ دَمُ الأبريــاءِ
ســال تحــت عتبــاتِ الأبـــواب؟
في المـدن العتيــدة
قوانيـنٌ علانيـة
تنسف جُسُورَ الحيـاة
مكائــدٌ ...
هي االقوى الغاشمة
تحت أقـدامِ النَّهــــار
تَحْتَفِـلُ بعيـدِ المـوتِ المُلاقيـة
تَمَهَّلِي في الصمــود.. !
أيتهـا النفس النشيطــــة
في الجسـد الضعيفِ... 
تمهلـي..
ضحايـا سقطــوا
يرفضـون الظُّلـم والـــذُل
يُطالبـون بحيـاةٍ عادلــة
وقَفُـوا .. بالشُّمُوع
شَيَّعوا جنائِزَهـم
يا صفحة الذكرى المؤلمـة
تَمَهَّلِـي قليــــلا.. !
لا تعجلي .. !
الصياح يدعو 
إلى ترميـمِ الأوطـان
يا قصتـي
في ليالي الرَّبيــع العربي
يا مصباحي الشَّاحـب
في أيامي الأخيــرة
أيتُهَـا النفسُ المسافــــرة
في جسـدي
يا مـرآة الحيـاة المؤلمـة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق