الأحد، 30 أغسطس 2015

غربة وطن بقلم سامر الريابي

غربة وطن
 ---------------

في سائر المغرب
ترقص الحسناء
وعيناها مراكش

على حلم رغيد
يفتح الحلم عيونه
في دمشق
***********

وحدهم الشهداء
يحصون حبات التراب
في الجزائر

وحدهم الأنبياء
يعلمون مليون أخرى
من دمشق
*************

أمام عينيها الخضراوتين
يستعصي الكلام
تونس

في خضمِّ عطرها
ينزف البوح
آهٍ.. دمشق
**************

رغم الحر الأصفر
يرسم الظل ظله
في ليبيا

بعد كل محرقة
تستظل القباب بأبنائها
في دمشق
*************

منذ الأزل البعيد
تهزأ العروش بأربابها
يا للقاهرة..

إلى الأبد القريب
ينتظر العرش الخلي
مهبطه دمشق
***********

بكل دفء وحب
تمد اليد ليدها
غصة السودان

صرخات اليتامى
تقطع الأوصال
حارات دمشق
*************

كراجعة من الموت
تشاكس أصحابها
أحلام بيروت

كأختها الكبرى
تشد يديها كالعادة
لجفنيها.. دمشق
***********

كنسر هرم
يضم جناحيه عطفا
مزيج عمَّان

من تلافيف الصباح
تغزل بشائرها
خيوط دمشق
***********

كلون العيون
يتوارثون الحزن
وسواد بغداد

من شجو "الميجنا"
يغني الموال البلدي
رحيق دمشق
************

رغم كل الفتن
يجمعهم بيرق واحد
"يحيا النفط العربي"!!

قمح و نبيذ
تراتيل و تسابيح
تصلي دمشق
*************

غدا أو بعد غد
تتدفق أنهار الدماء
من الحجاز

في صفوه ونقائه
لايرى انعكاس وجهه
الفرات.. بل دمشق
************

إن حضر الموت
تدفعه للبحر الأحمر
صخور صنعاء

من قاسيون الأشم
يتراقص ثوب الحياة
بمرأى دمشق
************

من الأقصى إلى الأقصى
مازال ينبض الأقصى
في القدس

أبوابها السبعة مفاتيح
لباب الخلود
تفتح مصراعيه دمشق
**********

وراء كل معبر
أقف عند الحدود
كغريب أجنبي

رغم كل هذا وذاك
يسألني عن عروبتي
جواز السفر...

سامر الريابي

30/8/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق