السبت، 24 أبريل 2021

لست أدري /أسامه سالم شكل /مؤسسة الوجدان الثقافية


  لست أدري

حب الكروان قهر التراب الذي في كياني
وساعد علي خلاصي من طيني وفك أسر روحي التي تعاني
أشذاه من عطري أم من نوري أم من ذوبان عنصر روحاني
لست أدري
عشقه قد بات بفؤادي وروحي يسري
سألت الكروان إلي متي ستنزف جروحي وهو عنها لا يدري
وهل سأظل في بحرك غريقا أعانق في الهوي خيالي
صدق عشقي جعله متلهفا شوقا للقائي
قلبي متيم لا يقوي علي البعد
يرسل بقبلاته من الروح علي الخد
عشت معه أسعد لحظات حياتي
عشقي للكروان كواني والنَّوْمُ أَصْبَحَ خِصامي
ونيران أشَوْاقٌي قد شَبتَّ في عِظَامِي
بعودته أعَادَ لي نَبْضِي وَاِتَّجَهَ الدَّمُ فِي شرياني
في البداية كنت أري الكروان ك طفل يمرح ويجري
إزداد حبه ونما دون أن أدري بما يخبئه لي قدري
كبر طفلي ولكن ما زلت أذكر لون خده الزهري
مزجت أشواقي بصبري وجعلتهما زادا لسفري
ما السبب إن دونت لغيره حرفا وكأني أخط بأناملي قبري
لست أدري
حبنا مقدر ومكتوب من الأزل
كيف أنسي أيام هوانا وما فيها من جد وهزل
مازلت أذكر يوم لقانا حيث كنا في عجل
مذ سمعت الكروان يشدو بحبي ولقلبي ينادي
تفجرت براكين الهوي بفؤادي
وإستسلم القلب له ورميت الحياء
وعدت لأمطر أرضه عشقا كأمطــــــار السماء
حتي تزهر بساتينه الخضراء ويتلمس منها الدواء
كنت أظن أن الصمت أروع صـفــاتــــي
حـتي بات لـغـتـة إحـدى لـغـاتــي
وسألت نفسي أمن الضرورى أن أفصح ليفهم محـتـوياتي ؟!
لست أدري
حاولت نسيان الكروان فنسيت روحي
وجربت الإبتعاد عنه فأضعت دربي
سألته كيف أنساه وصدى صوته في أذني
وكيف أبتعد عنه وطيفه يطوقني ويلاحقني
حاولت فإزداد ولعي وتناسيت فإزداد ولهي
قرأت حروفه فهدأ نبضي وسكن فؤادي
شــاء الــقــدر ألا أغرد وحــيــدا كاللــيــل بــلا قــمــر
فبــدونـه لا أستطيع العيش بــيـن بني الــبــشــر
والزرع لا ينبت دون أن يسقط علـيه المطــر
شدو الكروان وهمـسه مازال قائما يضئ عتمة ليلي
وحديثه وحي وإلهام وحلم يلازمني وتمني
وهذا ما تبطنه المعاني التي تختبئ بحروف سطري
وستظل تتعطر بذكر الكروان أنفاس رئتي
مذ تركني والنيران تشتعل كالبركان في صدرى
جذوة لهيبي لا يطفئها سوي حنينه لأشواق همسي
وقد باتت روحه تلازمني وتشاطرني أفراحي وهمي
وبعودته عاد النبض لقلبي وخرجت الآه من صدري
سقاني من شهده حتى الارتواء
وأمطرني بحب أنبت الياسمين على أرضي الجرداء
يناديني طال صومي فمتي تأتي لأشتم منك العطور
وهلم لعشي فأنا متعجل من أمري وبلهفه أكتب تلك السطور
وأسألك أيسعدك أن أتألم أم تراني بخير وسرور ؟!
بقلمي -- أسامه سالم شكل
جمهورية مصر العربية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق