كلمه و أبتسامه /إبراهيم عبدالله حسين/مؤسسة الوجدان الثقافية
السلآم عليكم ورحمة الله وبركاته
قصتين قصيرتين بعنوان
كلمه و أبتسامه
سبق نشرهم على صفحتى ، ويستحقوا إعادة النشر
القصة الأولى : الخبز المحروق
تقول الأبنة : بعد يوم طويل وشاق من العمل وضعت أمى الطعام أمام أبى على الطاولة وكان معه خبز محمص ، لكن الخبز كان محروقا تماما
فمد أبى يده إلى قطعة الخبز وأبتسم بوالدتى ، وسألنى كيف كان يومى في المدرسه ؟
لا أتذكر بماذا أجبته لكنني أتذكر أنى رأيته يدهن قطعة الخبز بالزبدة والمربى ويأكلها كلها
عندما نهضت عن طاولة الطعام سمعت أمى تعتذر لأبى عن حرقها للخبز وهى تحمصه ، ولن أنسى رد أبى على أعتذار أمى ، فقال حبيبتى : لا تكترثى بذلك ، أنا أحب أحيانا أن آكل الخبز محمصا زيادة عن اللزوم ، وأن يكون به طعم الاحتراق
وفى وقت لاحق من تلك الليلة عندما ذهبت لأقبل والدى قبلة تصبح على خير سألته إن كان حقا يحب أن يتناول الخبز أحيانا محمصا إلى درجة الاحتراق؟
فضمنى إلى صدره وقال لى هذه الكلمات التى تحتاج إلى تأمل : يابنيتى أمك اليوم كان لديها عمل شاق وقد أصابها التعب والإرهاق ، وشيئ آخر أن قطعة من الخبز المحمص زيادة عن اللزوم أو حتى محترقة لن تضر حتى الموت ، الحياة مليئة بالأشياء الناقصه ، وليس هناك شخص كامل لا عيب فيه
علينا أن نتعلم كيف نقبل النقص فى بعض الأمور ، وأن نتقبل عيوب الآخرين ، وهذا من أهم الأمور فى بناء العلاقات ، وجعلها قوية مستديمه
خبز محمص محروق قليلا لا يجب أن يكسر قلبا جميلا ، فليعذر الناس بعضهم بعضا ، وليتغافل كل منا ما أستطاع عن الآخر ، ولنترفع عن سفاسف الإمور
النقد المُستمر يُميت لذة الشيئ ، لذا فإن الشجرة لو تعرضت لرياح دائمة لأصبحت عارية من أوراقها وثمارها ، كذلك الشخص ، إن تعرض للنقد الجارح بإستمرار يُصبح سلبى
إمدحوا حسنات بعضكم وتجاوزوا عن الأخطاء ، فإن الكلام الجميل مثل المفاتيح تقفل به أفواهٍ وتفتح به قلوب
القصة الثانية : بائعة المناديل
كانت هذه الفتاة الصغيرة التى لا يتجاوز عمرها الست سنوات بائعة المناديل الورقية تسير حاملة بضاعتها على ذراعها الصغير ، فمرت على سيدة تبكى ، توقفت أمامها لحظة تتأملها فرفعت السيدة بصرها للفتاة والدموع تغرق وجهها فما كان من هذه الطفلة إلا أن أعطت للسيدة مناديل من بضاعتها ومعها أبتسامة من أعماق قلبها المفعم بالبراءة ، وأنصرفت عنها حتى قبل أن تتمكن السيدة من إعطائها ثمن علبة المناديل
وبعد خطوات أستدارت الصغيرة ملوحة للسيدة بيدها الصغيرة ومازالت أبتسامتها الرائعة تتجلى على محياها
عادت السيدة الباكية إلى إطراقها ثم أخرجت هاتفها الجوال وأرسلت رسالة آسفة ... حقك علي !!!
وصلت هذه الرسالة إلى زوجها الجالس في المطعم مهموم حزين !!! فلما قرأها أبتسم وما كان منه إلا أنه أعطى ( الجرسون ) 50 جنيهاً مع أن حساب فاتورته 5 جنيهات فقط !!!
عندها فرح هذا العامل البسيط بهذا الربح الذى لم يكن ينتظره ، فخرج من المطعم ذهب إلى سيدة فقيرة تفترش ناصية الشارع تبيع حلوى فأشترى منها بجنيه ، وترك لها 10 جنيهات صدقة وأنصرف عنها سعيداً مبتسماً !!!
تجمدت نظرات العجوز على الجنيهات فقامت بوجه مشرق وقلب يرقص فرحاً ولملمت فرشتها وبضاعتها المتواضعة و ذهبت للجزار تشترى منه قطعاً من اللحم ورجعت إلى بيتها لكى تطبخ طعاماً شهياً وتنتظر عودة حفيدتها ، وكل ما لها من الدنيا
جهزت الطعام و على وجهها نفس الأبتسامة التى كانت السبب فى أنها ستتناول ( لحم )
لحظات وأنفتح الباب ودخلت البنت الصغيرة بائعة المناديل متهللة الوجه ، وأبتسامة رائعة تنير وجهها الجميل الطفولى البرئ !!!
يقول رسولنا الحبيب صلوات الله وسلامه عليه : << تبسمك في وجه أخيك صدقة >>
ما رأيكم لو أن كل منا حاول أن يفعل كما فعلت هذه الطفلة الرااااااائعة ، ماذا لو حاولنا رسم أبتسامة من القلب على وجه مهموم
لو حاولنا رسم بسمة بكلمة طيبة ، بلمسة حانية على كتف أم مجهدة ، أب مستهلك
بمحاولة مسح دمعة أنحدرت من قلب مثقل بالحزن ، بصدقة قليلة لمحتاج لا يجد ثمن رغيف الخبز ، بهدية بسيطة لمريض حبسه المرض ، برفع سماعة الهاتف للسؤال عن رحمك الذى لم تسأل عنهم منذ فترة ، بالمسح على رأس يتيم وجد نفسه كفرخ طير في مهب الريح
هناك طرق كثيرة لا تعد ولا تحصى لرسم البسمة على وجوه الآخرين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق