الخميس، 22 أبريل 2021

من فجر أحزاني/محمّد الزّواري ـ تونس/مؤسسة الوجدان الثقافية


 ** من فجر أحزاني **

في همس نبضي صمتها و كلامها *** و بعمق وجداني يطوف سلامها
و بأرض أحلامي زرعت حروفها *** فنمت و فاضت في المدى أحلامها
تمضي اللّيالي خلفها آمالنا *** يعلو و يخفت نورها و ظلامها
فأرى جبين الوقت بين خطوطه *** ذكرى سهت عن رسمها أيّامها
صامت عن الكلمات بعض قصائدي *** من فجر أحزاني فطال صيامها
و استيقظت في خاطري كلماتها *** و تواترت في مسمعي أنغامها
أسّست في دول الحنين عواصما *** هبّ القصيد فرفرفت أعلامها
و كتبت دستور المحبّة من دمي *** و أقمت سلطته فقام نظامها
و تشابهت فيه جميع بنوده *** من وحي عينيها همى إلهامها
و أقمت تمثالا يخلّد قصّتي *** في ساحة العشّاق طاب مقامها
و نسيت كم سنة مضت في منصبي *** بحروفها قد عوّضت أرقامها
و هوت صروح الوصل إثر رحيلها *** فتناثرت أحجارها و ركامها
أبصرت في هذي الحياة عجائبا *** في البال كان كرامها و لئامها
جبت البلاد بشرقها و بغربها *** و رنت إليّ بدهشة أهرامها
فالحزن عرّش في الضّلوع و قادني *** نحو المنون فآلمته سهامها
و وجدتني في دفتري أشتاق لو*** عند الدّواة تخطّني أقلامها
و وجدتني بين القصائد تائها *** فشدت معلّقة يبوح كلامها
"فاقنع بما قسم المليك فإنّما *** قسم الخلائق بيننا علاّمها"
و اجعل من الذّكرى أشعّة أنجم *** تغزو سماءك إن بدا إظلامها
إنّ النّبال إذا جرت من قوسها *** دوما إلى وتر تحنّ سهامها
** محمّد الزّواري ـ صفاقس ـ تونس **

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق