وإذا العفة أغتيلت.
كل الأمم والشعوب تقدس المعلم وتجعله في مصاف الأنبياء لمكانته في المجتمع وما يكابده المعلم ومايبذله من جهد في بناء المجتمعات فالمعلم هو الركيزة الأولى للتطور والرقي في كل المجتمعات حيث مقولة كاد المعلم كان رسولا.
في العراق حيث مازال البعض نقيا ينضح عرقا ويتحمل الصعاب ليظل شعلة تنير طريق الآخرين تذهب معلمة الاطفال في أحدى قرى محافظة بابل (أصل الحضارة) وهي تتحمل الجوع والعطش في صيف العراق الملتهب كي تؤدي ما عليها من واجبات والتزامات وعندما ينتهي الدوام تبحث عن وسيلة ترجعها للبيت وما تعلم أن في انتظارها وحش بشري وشيطان رجيم فلت من الاصفاد التي كبل الله جميع الأبالسة والشياطين.
أفي رمضان شهر المغفرة والرحمة تسول لك نفسك كي تستغل ثقة إمرأة شريفة صائمة ضعيفة حسبتك أخا لها واستأجرتك حتى تصل بعد تعبها كي تطمئن على أولادها وتهي ء الطعام لهم ولزوجها الافطار كانت لا تبتغي إلا الوصول للدار
أفي وضح النهار أما خجلت من الواحد القهار وهي تستجير به وأنت تقتلها وتغتال أحلامها وتنهي حياتها بهذه الفعلة الجبانة وبهذه الخسة والسفالة؟!!!
ماذا كان شعورك واحساسك هذا إن كنت من بني البشر وأنت وترتكب تلك الجريمة التي يندى لها جبين الانسانية؟!!!
أم زوجة بنت أخت زميلة صديقة معلمة حرمتها من كل شيء وحرمت كثيرا منها.
هل سيبحثون عن المبررات شيوخ يجلسون للخوض في ثمن ديتها ويستمر المهرجان ويسدل الستار بمبلغ من المال؟!!!
فلا والله لا تهدأ روح تلك الشهيدة وكل المغدورين والمغدورات إلا بإنزال القصاص العادل بمثل وهذا وغيره في مكان الحادث حتى يكون عبرة لمن لا يعتبر. قال تعالى :- (
ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب)
صدق الله العلي العظيم.
هذا هو الحكم العدل وهذه هي شريعة الله الحق حيث تنص كل الشرائع السماوية والوضعية.
أن العين بالعين والسن بالسن والباديء أظلم فهل هناك أظلم ممن ارتكب جريمة اهتز لها عرش الرحمن وقتل نفسا من غير نفس بلا ذنب ولا جريرة.
ألم يقل سبحانه وتعالى :-(ومن يقتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنه قتل الناس جميعا).
والله لو كنت قاضيا أو ولي دم تلك المغدورة لا يرمش لي جفن حتى أحرقه وهو حي وأحيله إلى رماد فهذا الإعدام بحبل المنشقة أو رصاصة قليل بحقه وراحة له.
ولكن الطامة الكبرى إن تتنازل عشيرة المجني عليهم ويتم الصلح بمبلغ من المال ويتدخل محام فاسد وضابط مرتش وقاض لايحكم بالحق فيكون المجرم مريضا نفسيا أو لم يكن في وعيه ساعة ارتكاب الجريمة فيفلت من العقاب ويطلق سراحه ليكون لغيره قدوة يقتدى به.
المجتمع الذي يسكت عن تلك الجريمة ويجعلها تمر مرور الكرام مجتمع متهالك.
لا تدعوه يفلت بفعلته وحتى تهدأ روحها المسكينة أنزلوا القصاص به سريعا ولا تأخذكم في الحق لومة لائم.
الكاتب المحلل السياسي.
سعد الزبيدي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق