المخاض بقلم هيثم الاسدي

المخاض....

لا زال ثوبي العتيق
يهمس لي...أنتظر
لازال ذاك الثوب
مليء بالعرق
لا زال ذاك الثوب
يحبس التعب
كأن الذاكرة تلمع هذا الأثر
يكتسح الموت رذاذ المطر
ويملأ الكون  السكون
وسط الغبار وسط الذهول
الذي يشبه البحر
لا قرار ولا مفر
اسمع صوت كأنه
خيط رفيع
بين أمواج الليل
بصوت مدوي يكبر
يأخذ النفوس كأنه
دقات مطر
او شخير اموات
أو زفير سجين
غاص به الحنين
كان الصوت  يكلمني
يرتق ذلك الصدأ
وتلك الكلمات اليتيمه
التي تغربت في بوحها
يسكن جنين الألم
أحجار وزروع الصبار
وبقايا أعمدة
ل.بيوت أصبحت أطلال
تختالنا الانهار الدامية
في رضوخ
وتجبر السكون
على أمتطاء الصرخة
ولعنة مكبلة في ضياء العيون
الهدوء يلف النهار
ينذر بتلابيب الغسق
والسواد يصبغ الصباح
وخيوط الشمس
تحمل الأخبار
وترزق الحروف
دبيب أمل مهاجر
الذي هو الأخر
يجتر الأنفاس المبهمة
أخرجي أيها الأصوات
منوسط الظلال
من وسط الذهول
لا زال الناس يعيشون في الأفق
لازال الناس
يبحثون عن الطعام
بين الانقاض
وخوفهم المجهول
من الجوع
من الضعف
من مسوغات الحياة
هذا عالم الحرية
يقولون هذا
هذا عالم ألف ليلة وليلة
عالم الضعفاء والجبابرة
تبت هذه الحياة التي لم تتكلم
الا عن الهوس
والأشباع يقطع رقاب الجياع
هم امة في خطر الموت
في خطر الضياع
في مخاظهم  الاخير
وفي المخاض
تولد الحياة
في موتنا حياة
وفي مخاضنا
تولد الأشياء
عز علينا ان نعيشها
هي الحياة هي الحياة.....

هيثم الاسدي
العراق بغداد