صفون
قاتلات ذي الظنون إن تهادت
تكشف الوجد تعريه السفور
يا شروقا إن رخلت لا تُجَرِّح
فجروحي إن تعاقرها بحور
قد ظننَّا أننا كنا زهورا
في الحدائق يرتوي منها الشعور
فوجدنا أننا محض طريق
أو سهاد قد توارى في الثغور
سوف نرحل للرحيل نحن يوما
كي نعيش وسط أسفار تثور
كي نُخلي روحنا فيه تغرد
نحن ثرنا من قيود قد تجور
ضقنا ذرعا بالقلوب القاسيات
و إنتشينا من حبور او كسور
لا نقول إننا نحن ملاك
بل نقرُّ أننا عيب جسور
ما انتحلنا في الوجود اي شيء
بل و سرنا نرتعد منه السرور
إن ضحكنا للحياة نحن يوما
سوف ندفع يومنا وقتً شهور
يا ظلوما إن رميت بالمعاول
لن تصيب حصننا مات عصور
سوف يرجع ما رميت عنك انت
نحن ندب إن تلامسه يغور
لا تُعذِب من تسامى عن وجود
كالغريب يرتحل منه العبور
ينسى يوما أنه جاء ليحي
كل فِكْْْرِه كيف ينساها الشرور
عاش طيفا كي يقلب في الظلال
أين ظله اين مرساه القَتور
ما استوى إلا بجزرٍِ أو صراخٍ
أو بغدرٍ من قناع قد يمور
لولا ربي ما إلتقينا من سنينٍ
كي نُبَعْثر بين أجرامٍ تدور
كي نُجَرع كل يوم من فتورٍ
أو نغوص في صفون أو عثور
عبدلي فتيحة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق