الخميس، 8 أبريل 2021

ماعدت ارى الصبا/فاطمة بن سالم /مؤسسة الوجدان الثقافية


 ماعدت ارى الصبا

سوى في قصيدة كتبتها 

ذات امس....

لا اذكر كم صرحا بنيت في خيالي و انا اكتبها

لا اذكر كم سنين لبثت

اتوسد اذرعة الربيع بين سطورها

الى ان حل خريف ذات غفلة.

انه يلوح بليلة باردة

وان دفئها زفير انفاسي

يبقى صقيعها كضربة سيف

على اعناق الزعتر التائه تحت نافذتي.

اغفاءة تاخذني بعيدا عني

الى حلم هرمه الدهر.....

يشتهي سكون الخريف

عله يمتد

كاغصان سنديانة عجوز 

تتشابك في الهواء......

لم يدركني الصباح بعد

حين غادرني ذاك الحلم الهرم حبوا

على حصيات من ثلج

الى منفاه.....

يا لليلة طويلة تشد وثاقي

الى رتابة العقارب

ووقع خطوات الثواني.

و التفت.....

ماكنت انوي ان التفت الى تلك المراة الساخرة.

اراها جاثمة كتمثال ابي الهول

في ركن هنا خلفي......

لا اكاد المحها في غمرة الظلام.....

لا اود ان اراها.....

مخيفة نظراتها....

تحدق بي كما لو انها لا تعرفني

اسمع صراخها في وجهي : ابكي......

ابكي لاجل عمر سقط مغشيا عليه

بين اخاديد وجهك.....

لاجل حمرة جمر خبت على وجنتيك.....

لاجل زرقة بحر انطفئت في عينيك.....

لاجل كؤوس صباك المسكوبة في شفاه المشيب......

لاجل حلمك الهرم التائه عنك........

صرخت بكل عجزي:

تبا لك ايتها المراة !

اسكتي!!!!.....

مازلت اسمع ضوضاءها......

غوغاءها تسد اذاني.....

ترهق سمعي.....

ترتعد اطرافي......

ترتعش اوصالي......

غضب احمق يتملكني......

اجدني اصفعها....

اكسرها

 ارميها من نافذتي

تناثرت اجزاءها 

تاهت مع الزعتر 

غابت كما غاب حلمي الهرم

لم بق لي الان سوى الصدا.

صدا ينخر القلم بين اصابعي.....

يطمس معالم الحروف و الكلمات.....

يغوص في اعماقي همس القوافي مع انفاس شهيقي.....

 ادور على نفسي....

كما يدور الغريق باحثا عن قشة وسط اليم......

افتح ادراجي......

اتصفح دفاتري المهترئة......

افتش في كل مكان

علني اجد قصيدة عمر كتبتها ذات امس

حين كنت اتوسد اذرعة الربيع بين سطورها

و الثم الاحلام في قوافيها

فاطمة بن سالم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق