السبت، 24 أبريل 2021

عندما تتقهقر الإدارة / بقلم صلاح الشتيوي /مؤسسة الوجدان الثقافية

 


عندما تتقهقر الإدارة

بقلم صلاح الشتيوي
هل سمع مسؤولينا بالكرونا؟لا اظن،فمسؤولينا لا يزالون يجتمعون بعدد مبالغ فيه من الأعوان لأتفه الأسباب و المواضيع ، فهل يعقل أن يجتمع نصف مسؤولي الإدارات الجهوية لولاية واحدة في زمن الكرونا من أجل مناقشة ملف لا يستحق اكثر من عون لدراسته واخذ القرار فيه.
خسارة للوقت و إهدار لطاقة الأعوان.بل خسارة في الكهرباء والبنزين من أجل لا شيء.
هل فكر مسؤولنا بأن جمع هذا العدد الهائل من أعوان الدولة في مكتب قد يتسبب في خسارة بشرية لا قدر الله فأين المسؤولية أو أن المهم إرضاء السيد الباي بأي طريقة حتى ان كان ذلك على حساب صحة و حياة أعوان الدولة .
لا نستغرب صديقي القارئ أن تكون تونس الأسوأ عربيا في إدارة أزمة الكورونا أن كان هذا حالنا فذلك هو مآلنا.
فلا تتعجب أيها القارئ ، فلقد قيم معهد lowy institute ما يقارب من مئة دولة في العالم مرتكزا على عدد الوفايات و الإصابات لكل مليون ساكن .وكانت تايوان و تايلندا و قبرص و رواندا و ايسلندا واسنراليا و سيريلانكا في المراتب الأولى ضمن أفضل الدول استجابة للازمة الصحية.
كما احتلت البرازيل آخر القائمة في التصنيف ثم المكسيك كولومبيا وإيران والولايات المتحدة الامريكية و بوليفيا وبينما و سلطنة عمان و اوكرانيا.
و حسب نفس المعهد كانت تونس في المرنبة21عالميا و الأخيرة عربيا.
لماذا لا نطور اساليبنا في مواجهة هذا الوباء الفتاك ؟
لماذا لا نغير طريقة عملنا ونمط حياتنا من أجل الحياة؟
لماذا لا تزال إدارتنا تعمل بأسلوب الانف في الانف؟.
يقول اجد أشهر علماء الإدارة "بيتر دركر":ليس هناك دول متخلفة اقتصاديا.،بل هناك دول متخلفة إداريا فقط،فكل تجاربنا في الدول النامية تؤكد أن الإدارة هي المحرك الأساسي للتنمية، وبدون توافر هذا العنصر لا يمكن تحقيق التنمية حتى لو توافرت جميع عناصر الانتاج الاخرى".
أن التخلف الإداري هو التأخر عن ركب الامم المتطورة.
أن التخلف الاداري هي عبارة عن تأخر المجتمع في الكثير من المجالات و يتجلى ذلك في تدني دخل الفرد و انخفاض مستوى المعيشة و تخلف في طرق الانتاج و البطالة و التبعية الاقتصادية للأخرى و التخلف الاجتماعي بتفشي الجهل.
أن دولتنا وخبرائها كثيرا ما يتحدثون و يدرسون أسباب التخلف الاقتصادي و الاجتماعي وينسون المشكل الأساسي وهو التخلف الاداري .
وجوهر التخلف االإداري هو سوء استغلال الموارد الموجودة و النقص و الضعف في الكفائةوالخبرة والاختصاص.
ان من اسباب التخلف الإداري إهدار الوقت و كثرة النوايا و الاقوال وغياب الانجاز و كثرة الصراعات داخل الإدارة و سوء التواصل و غياب الكفاءة وموت الضمير.
من اسباب تخلف الإدارة هي قمع المسؤول لمن اقل منه درجة و نتيجة ذلك غلق باب الإبداع والإنتاج لدى الموظف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق