الأربعاء، 7 أبريل 2021

موقف تولد منه عمل أدبى / ايمن عزالدين سكورى/مؤسسة الوجدان الثقافية


 ••••••••• ( موقف تولد منه عمل أدبى ) •••••••

بقلم / ايمن عزالدين سكورى
تعرض المؤرخ والأديب والشاعر والعالم الموسوعى الفذ " ابن عبد البر الأندلسى " المولود فى الأندلس " أسبانيا " والذى له إسهامات رائدة فى الإزدهار العلمى والثقافى والأدبى بها ؛ فقد تعرض فترة من حياته إلى عدم استقرار نتيجة التقلبات التى أحدثها " ملوك الطوائف " نتاج صراعاتهم وتقاتلهم بعضهم البعض ؛ لذلك أخذ يتنقل " ابن عبد البر " بين المدن الأندلسية هو وأسرته بحثا عن الإستقرار فذهب إلى " قرطبة " ثم انتقل إلى " أشبيلية " عند صديقه ورفيقه " اسماعيل بن عباد " الذى كان حاكما لتلك العاصمة ؛ وظل فترة نعم فيها بالإستقرار نوعا ما وبعد وفاة اسماعيل عاش " ابن عبد البر " فى كنف " أبى القاسم بن عباد " ابن اسماعيل ومرت الأيام ولكن بعد فترة حدثت جفوة بينهما ؛ حيث قدم " ابن عبد البر " نصيحة لابن صديقه و لم يتقبلها منه وعامله بعدها بفتور وجفاء ؛ ونظرا لذلك عزم " ابن عبد البر " على الإرتحال من أشبيلية إلى مدينة أخرى وفاتح زوجته بذلك ولكن زوجته اعترضت في البداية لأنها سئمت الإرتحال وتريد أن تستقر ؛ فكتب شعرا يوبخها فيه قائلا :
وقائلة مالى أراك مرحلا
فقلت لها : صه واسمعى القول مجملا
تنكر من كنا نسر بقربه
وعاد زعافا بعد أن كان سلسلا
وحق لجار لم يوافقه جاره
ولا ؛ لائمته الدار أن يتحولا
إذا هان حر عند قوم أتاهم
ولم ينأ عنهم كان أعمى وأجهلا
فما معنى ذلك الشعر الذى قاله العالم الموسوعى " ابن عبد البر " ؛ إنه يقول ؛ زوجتى تقول لى مالى أراك تسافر وترتحل بنا كثيرا ؛ فهلا مكثنا بعد أن وجدنا الإستقرار هنا ؛ فقلت لها " صه " وهى تعنى " الزجر " أى أسكتى واسمعى الكلام حتى ترى الصورة كاملة ؛ فإن الذى كنا نفرح به بالأمس " يريد ابن صديقه " قد أعطانا وجه غير كريم وصار سما بعد أن كان مثل العسل المصفى ؛ والجار أو المستضاف إذا لم يجد توافق من جاره أو مضيفه فلابد وأن يحفظ كرامته ويرحل عنه ؛ وإن الحر إذا لم يجد تكريم عند قوم أتاهم ؛ فإن لم يبتعد عنهم كان أعمى وجاهلا •••
الأديب الشاعر
ايمن عزالدين سكورى
الإسكندرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق