مقال أدبي:
وزارة التغريب...!
جميل
أن تنسج الفن وتعانق المسرح بشغف،
أن تشهد عملية مخاض نص وتواكب لحظة بلحظة ترعرع المشهد واكتماله،
أن تعشق تلك الخشبة العطرة، من دور إلى آخر تكتم صرخة الرتابة وتخدر وجع الواقع بمشاهد عميقة،
تارة ترسم ابتسامة وتارة أخرى تحقن الكاترسيس في روح المتلقي!
تهيم في سماء الجنون بكامل إرادتك،
تلك الزهرة يراها العادي زهرة و ترها أنت كوكب من نور،
لا الحجر حجر ولا الماء مجرد هدير،
يسيل كحل قلمك عند دوي مدفع أفزع قلبك المرهف و تحمر زهرات نصك و أنت ترسم أحضان عاشقين في نص راودك عند منتصف العشق!
يتزايد نبض قلمك و عامل النظافة يمسح بلاط الولاية ليمر نباح كلاب مدللة، ويُسجن ثغاء مرّ مصادفة فأغراه زهر يزين الشوارع،
يخونك رنين النقود، لا خبز معجون بنص ولا زيت تغدقه عليك دولتهم!
أيها المسرحي! عانق" البريك" إنها مسرحية هزلية، ألفتها آلات دولة فقدت ذاكرتها ذات جشع!
أنيق و أنت تذرف الدولة، وهي تصفق إجلالا للظلم،
كبير دوما أنت أستاذ "حمزة داود"
قل بأنك تؤدي دورا، قل إن ملامحك تتقمص دورا مسّك كالعادة!
رمتك الدولة على قارعة الحاجة تبيع البريك لتؤمن حاجتك!
مضى الوقت ولم تنتهي المسرحية!
تحجرت الدموع، وفشل المخرج في إقناعنا بأننا داخل وطن!
أسمع أنين المسارح ملء قلبي،
ونحيب الستائر و هي ترفض أن تنسدل و يمضي المشهد في طيّ التهميش!
عذرا يا فنان، لن يسمعوا سوى "ديناصورات" بطونهم و هي جائعة لتلتهم مزيدا من الأمل، وتتجشأ غربة وغربة كبيرة!

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق