كؤوس الهجر
""""""""""
ولاح خيالها فبكى يراعي
و فيها صرت مغلول الذراعِ
سقاني من كؤوس الهجر حتى
تولاني نوىً بعد الصراع
أنا نبع الشجون ودمع عيني
تجارى فوق خدي في انطباعِ
أنا وجه الصبابة في ليالٍ
لها في خافقي طعمَ الوداعِ
ولي خطو المنافي مرهقات
وإني في دروب الهجر ساعِ
أيا من قدْ بليت القلب نأياً
فخفف من هوى نأيٍ وراعي
فؤادي في لظى الهجران يبدو
على وجعي مشى دون امتناعِ
وفي كفيَّ اغلالٌ شدادٌ
وذي الأضلاع تودى في النزاعِ
و وجهي قد بدا فيه اصفرارٌ
توارى في التراب منِ ارتياع
وفي كلّ الزوايا لاح طرفاً
خيالي فيه يتبعه ضياعي
ونبضي في الهوى قد راح ينأى
كأنّي للمنيّةِ رحت ساعِ
ولمّا مرّت الأحلام ليلاً
بكى ندماً على ورقي يراعي
ألا يا أجمل الأيّام عودي
إلى حيث الأنام بلا خداعِ
الشاعر طارق مليشو
سوريا معرة النعمان

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق