**طوق الياسمين **
تجملت كما كانت تفعل في امسيات الصيف منذ ثلاثين عام ...وضعت على صدرها طوق الياسمين..وبارجل حافية ناعمة انحدرت نحو البحر ...جثت على ركبتيها لامست الماء بيديها ...تحسست وجهها وكانها تضع عليه قبلة الماء هدية ...جلست وانتظرت حكايات البحر ...بحر اودعته سرها واستامنته على قصتها ...
جاء الموج يلاطم الصخر ويرحب بعودتها ....
كان القمر بدرا ..دعاها للرقص ..رقص الارواح لا رقص الأجساد ....قال :تجردي مما عليك واتركي طوق الياسمين
نزل القمر عانقها طوق خصرها بيديه ،فاسدلت خصلات شعر غجري على كتفيه ...نظرت في عينيه وقالت :
ما اجمل رقصك
فاجابها :
ما اعبق عطرك ..عطر الياسمين ،لما طلقتيه من سنين؟
الا تحبين ؟الا تعشقين ؟انا القمر هل تصعدتي معي الى العليين ؟
فجاة التفتت الى الميناء بعينين مغرورقتين ..كتمت انفاسها ..فكت رباطها مع البدر وتركته رافعا اليدين ...جثت وبكت ...فمسح لها العبرات من الوجنتين ، وقال :«فهمت انت تحنين لقصة عقد الياسمين .»
امال ...الخترشي ...تونس ...

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق