الخميس، 22 أبريل 2021

دعي اساورك ترج ... ملاك نورة حمادي /مؤسسة الوجدان الثقافية


 دعي اساورك ترج ...

جئت اليوم أجر حزني ....و انعي حال هذا الزمان
فأنصتوا للحكاية ....خذوا العبرة ....و ادعوا مع الرحمن
كان يامكان و قد يحدث الآن .. فتاة اسماها الدهر «غريبة» أنهكها الفقر و جثم على صدرها القهر
بكت لحالها العيون ....و صادقتها أشجار الزيتون
قبلتها الشمس على وجنتيها ...و عشق التراب يديها
و إن نامت الشمس عادت إلى البيت تجر رجليها ...
، تدق الباب و تقول.......
انِ أرجوك يا أبي .. إفتح لي الباب
آه يا إبنتي . دعي أساورك ترجّ ...يال وجلي
فإني أخشى من ذاك الوحش .... أن يسمعها يا أبي
.. وأنا أيضاً أخشاه يا إبنتي
وا اسفاه علي زمن جعل الشيّخ متلفّع في بُرْنُسِهِ منعزلاً .. يتدفّأ ......و ابنته مهمومة بلقمة العيش
بكت ذاكرته و هي تعيد صباحات الأمس حينما كانت
العجوز تنسج دون توقّف .. تحيك الخيطان و كأنها تحيك الحياة .... و الأطفال من حولها يتلقنون ذكريات الأيام الخوالي ....و الثلج رابض خلف الباب.....و قدر هناك تغلي ..... تحلم بدفء الربيع المقبل
حينها سيسهر القمر .. و النجوم تغني .. و حَطَبة البلّوط تحلّ محلّ حصيرة الصفصاف.... و العائلة مجتمعة، تنصت لحكايا العجوز ....لكن كل ذلك طوته الذاكرة ومحاه غدر الزمان ...و كتب الدهر أن تعيش غريبة تصارع وحش هذا المكان ....
وتردد ...
انِ أرجوك يا أبي .. إفتح لي الباب
آه يا إبنتي . دعي أساورك ترجّ .
ملاك نورة حمادي
🖊

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق