الرضاء...
هذه الكلمة العضيمة....
والمفتاح السحري والحقيقي لسعادة.....
السعادة الدائمة.... وغاية كل البشر....
والتي لطالما تسألت عنها بيني و بين نفسي و عن معناها الحقيقي....كلما أخطأت الطريق بعدما تهيأ لي أني ألمسها بيدي و ألمحها بأعيني التي يملؤها الشوق واللهفة....
في كل مرة خلتني منها قريبة...
لكن سرعان ما يضيع الأمل وأدرك أني كنت متوهمة.... ..
إلى أن أدركت بعد محاولات عديدة.....وتعب وحيرة مرهقة... وتأمل....وبحث متواصل و متصل سواءا كان بي وبأحداث عشتها عن قرب... او بما إستقيته من تجارب الآخرين وعبر الإبحار في الكتب المتعددة الإختصاصات.....
أدركت بعد كل هذه السنين وهذه التجارب والمواقف أن السعادة الحقيقية هي حالة رضاء لا مشروطة لا بزمان ولا بمكان ولا بأحد ولا بشيئ........
لأن كل هذه عوامل متغيرة وغير مستقرة على الدوام ..... وإنما مرتبطة فقط بعلاقتنا بخالقنا.... بأرواحنا.... وذواتنا.... بثقتنا بأننا جزء منه عز وجل و أن حياتنا على الأرض مجرد تدريب وامتحان نخوضه فقط لنتأهل للمكان الذي نستحقه سواء كان نعيما أوشقاء والذي إخترناه مسبقا عبر كل الإختبارات التي مررنا بها...
وأن الشر والخير.... والنار والجنة....كلها مرادفات موجودة فقط في داخلنا.....
وعبثا نبحث عنها في محيطنا الخارجي........يقول الله عز وجل في كتابه العزيز "ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها " صدق الله العظيم
وحتى خالقنا عز وجل لا نستطيع فهم التواصل معه دون الإحساس بأننا نحمل في داخلنا قبسا منه وهو دليلنا الوحيد إليه....
و أن أقدارنا هي في حقيقة الأمر مرآت لقدرتنا على حسن التصرف بين الخاصيات الا محدودة لهذه الروح التي نحملها و بين الجسد المادي الذي هو حد لها..... ومنتهى فان وغير دائم بطبيعته ....
يومها فقط نشعر بالرضاء وندرك أن الحياة السعيدة ما هي إلا لعبة العقول النيرة و المتصلة على الدوام بمصدرها الحقيقي في هذا الكون وهو الله عز وجل جلاله....
* ليلى الرحموني *

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق