الأحد، 25 أبريل 2021

فِتْنَةُ شَقْرَاءٍ. / صالح سعيد / تونس /مؤسسة الوجدان الثقافية


 فِتْنَةُ شَقْرَاءٍ.

شَقْرَاءُ وَالعَيْنَانِ جَمْرٌ..
نَظَرَتْ بِسَهْمِ الاكْتِوَاءِ..وَتَبَسَّمَتْ..لَمَعَتْ ببَرِيق خَمْر..
هَمَسَتْ لِتِرْبٍ جَنْبَهَا، وَتَشَاغَلَتْ بقَضَاءِ أَمْر..
وَصَلَ البَرِيقُ إِلَى الشُّغَافِ...جَالَ كَطَيْفٍ، كَلَحْنِ طَوْقٍ،
وَسَطَا عَلَيَّ كَهَمْسِ لَحْنٍ، وَنَمَا فَرَاقَ كَبَحْرِ شَوْقٍ...
وَصَلَ الوِدَادُ إِلَى الوِدَادِ وَتَعَانَقَا بِلَطِيفِ عُمْقٍ...
وَتَلاَمَسَا وَتَهَامَسَا وتَرَاقَصَا كَوَمِيضِ بَرْقٍ..
وَأَنَا المُسَجَّى بِشِرْعَتِي، وَالصَّوْمُ أَشْرَقَ ظُلْمَتِي،
أَيْنَ جِهَادِي لِمِحْنَتِي؟ اَيْنَ ثَبَاتِي وَقُدْرَتِي؟
ضَاعَ صِرَاعِي لِمُدَّةٍ بًيْنَ الهَوَى وَعَزِيمَتِي..
يَا وَيْلَتِي.......!!!!!!!!
وَأَدَرْتُ وَجْهِي لِلْخَلاَءِ، أُطَهِّرُ النَّظَرَ النَّجَسْ..
وَلَعَنْتُ شَقْرَائِي وَقُلْتُ: "هِي شَيْطَانٌ خَنَسْ"
وَقَرَأْتُ "يَاسِينَ" لَعَلِّي أُخْمِدُ الصّوْتَ الشَّرِسْ..
"هِي شَقْرَاءٌ جَمِيلة بَادَرَتْكَ، هِيَ فُرْصَتُكَ الأَخِيرَة...
انْطَلِقْ...لاَ تَبْتَئِسْ..
خُذْهَا إِلَيْكَ...لاَ تُرَاوِغْ....وَالْبِسْ جَمَالَهَا وَافْتَرشْ..
لِتُعِدَّ لَيْلاً مُؤْنِسًا تَعْتَام فِيهِ وَتَنْتَعِشْ.."
الصَّوْتُ دَاخَلَ مُقْلَتِي فَلَوْيْتُ عَيْنِي لِوَرْدَتِي
زَاغَتْ سِهَامِي عِنْدَهَا وَطَرَقْتُ بَابَ شَهْوَتِي..
وَحَمَى الوَطِيسُ بَيْنَنَا، وَتَحَايَثَتْ أَهْوَاؤُنَا..
التِّرْبُ رَاحَتْ لِأَمْرِهَا، وَغَزَالِي فَاحَ عَبِيرُهُ..
وَهَفَا إِلَيَّ بِغَمْزَةٍ وَطَفَا، فَشَفَّ لَهِيبُهُ..
وَتَدَاخَلَتْ أَصْوَاتُنَا...وَهَمَى عَلَيَّ رَنِينُهُ..
كَيْفَ السَّبِيلُ لِوَصْلِنَا؟ كَيْفَ السّبِيلُ لِطَمْسِهِ؟
وَأَنَا المُمَزَّقُ فِي السَّحَر لِأَرَى خَيَارًا بِعَسْفِهِ..
بَيْنَ الظّلاَمِ لِأََغْنَمَ أَوْ نُورِ فَجْرٍ بِطُهْرِهِ..
أَغْمَضْتُ عَيْنِي أُتَمْتِمُ...يَا وَيْلَتِي...مَا أفْعَلُ؟
شَقْرَائِي قَالَتْ قَوْلَهَا..زَفَرَتْ لَهِيبَ صَوْتِهَا..
"هَذِي ثِمَارِي رَاغِبَة....وَأَبُوكَ رَامَ وَقْتَها"
لَمَسَتْ لَهِيبِي عُنْوَةً....حَلَّّ لَهِيبِي عِنْدَهَا..
أَدْرَكْتُ بَعْدَ لَوْثَتِي أَنِّي ضَعِيفُ المَقْدُرَة..
وَطَرَقْتُ بَابَ تَوْبَتِي أَرْجُو إِلَهِي المَغْفِرَة..
صالح سعيد / تونس الخضراء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق