الأربعاء، 28 أبريل 2021

الخــــــوف مــــن النــــــفس/د. المفرجي الحسيني /مؤسسة الوجدان الثقافية


 الخــــــوف مــــن النــــــفس

-----------------------------------
كمية الضوء كافية، لاستضافة المشاعر
عميق بعيد غائر في قلب غابة كثيفة
وحيد في عالم يسوده صخب متوحش لتأكيد الانا
رقيق المشاعر، واضح كالشمس
يزرع في قلبه الورود، يفتح نوافذ للأمطار
يحدق الضوء المسافات، تبدو الالوان على حقيقتها
يكشف نهايات الاشياء التي حدثت، الاشياء التي لم تحدث
يقول رأيا واحدا صحيحا، يدافع عنيد كالصخر
يحظى باحترام الاخرين
محدق في الارض نظره لا يرتفع عن مسافة قدميه
رفع نظره مسافات شاسعة تضاريس مختلفة
ترتسم بقسوة تلتف بعبثية تتلون في عينيه
مسافات شاسعة زمن يختصر بسكين حادّة
لم يفهم احد نظراته في تلك اللحظة
الا الذين يدركون كم هي مستحيلة في مستواها
تختصر زمن شاسع لمسافة قصيرة
مريحة للنظر والاعصاب، مسافة بين حق وباطل
عندها ختم افكاره بابتسامة رسمها على شفتيه
نسي ان يلونها، كأنه يحدّث صديقا توفى منذ سنين
لم تعد نوافذنا تستقبل الريح، تستقبل ما هو ميت
.صمت قليلا عاد يرسم ابتسامته ساخرة
يحفرها بأظافره على شفتين مرتجفتين
لا استطيع ان أحتمل ما لا أعتقد
المهم ان اكون منسجما مع مكنوناتي الداخلية
خائف من نفسه ـ يحيط بي ولا افهم منه شيئا ـ
ارهاب بعينه، امعان بالإذلال لتأكيد الانا
صور متناثرة على الجدران تتألم ايضا
كتابات بعضها خط رديء تملأ الجدران
متناقضة متشابكة مصدرها واحد وفرشاة واحدة
.سمع صوت داخله ظل مكبوتا لفترة طويلة
انشغال مستمر بحلم رائع جميل
جمع نفسه وأشياءه بسيطة دفتر يوميات
نهض واقفا بلا حزن بلا فرح
اعترف في نفسه يحمل اشياء جميلة
خلال تجاربه الحياتية
تردد قليلا خرج اراد قتل رغبة بداخله، يتمرد عليها
اقوى من كل الرغبات، فبكى بكى ثم بكى
رغم لم يشاهد ذلك، يبدو بعض الاهمال يولد قسوة
قسوة تتسارع نحو حقد وكراهية بسرعة وذهول
فقدان المرء لانتمائه
لم يشعر ينتمي لقيمة جميلة تستحق التضحية
خيم صمت ، شمس تنحدر نحو الافق
تتأهب للغوص والاختفاء في اعماقه المظلمة الكئيبة
ظل يبحث عن الحقائق
الشمس تراقبه تراقب ما يدور وما يدور
كان عظيما لدرجة الاغتراب
**********
د. المفرجي الحسيني
الخوف من النفس
العراق/بغداد
29/4/2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق