السبت، 24 أبريل 2021

اطلالة على قصر رأس التين / ايمن عزالدين سكورى/مؤسسة الوجدان الثقافية

 


••••••• ( اطلالة على قصر رأس التين ) ••••••

بقلم / ايمن عزالدين سكورى •
تتسم مدينة الإسكندرية بالأصالة وعبق التاريخ حيث استوعبت حضارات وثقافات عديدة ؛ كان من بينها الحضارة الرومانية والحضارة اليونانية والحضارة الإسلامية وكل تلك الحضارات تركوا بصماتهم فيها ووضح ذلك فى تخطيطها ومنشآتها الفريدة وأبنيتها العتيقة وقصورها وحدائقها الغناء ؛ وفى العصر الحديث تم تشييد العديد من الأبنية والقصور التى تمتاز بالإبداع والرقى وكان من بينها " قصر رأس التين " والذى سنلقى عليه -- فى تلك الأسطر -- اطلالة لنعرف خلفيات بسيطة عنه •
ففى عام ١٨٣٤ م أمر " محمد على " باشا ببناء سرايا أو قصر على أرض مدينة الإسكندرية ليكون استراحة لإدارة الحكم ومكانا يستقبل فيه الحكام والوفود وكبار الشخصيات على أرض تلك المدينة الساحرة ؛ فتم اختيار مكانه المعروف الآن والذى يقع فى حى الأنفوشى ؛ وهذا المكان كان أراضى مليئة بأشجار التين لذلك سمى ب" قصر رأس التين " واستعان محمد على باشا لبناءه بمهندسين فرنسيين واستمر العمل به أحد عشر عاما حتى تم افتتاحه رسميا عام ١٨٤٧ م ؛ وصار بحق قصرا يليق باستقبال الوفود الهامة والرسمية به من حيث موقعه الفريد وبناءه المبدع فهو من داخله يحوى غرفا وأجنحة فى منتهى الروعة يتخللها أعمدة جرانيتية ومشغوليات مذهبة وتحف نادرة ؛ بالإضافة إلى أن بداخل القصر حديقة فائقة الجمال بها أجمل الزهور وأندرها قد تم استيراد جزءا كبيرا منها من هولندا ؛ ومع الأيام وتوالى إدارات الحكم تعرض القصر إلى عمليات تبديل وتغيير أكثر من مرة ؛ فمثلا تعرض القصر لحريق هائل عام ١٩٠٩ م مما تطلب إصلاحه وترميمه بتكلفة خمسة آلاف جنيه فى ذلك الوقت ؛ وبعدها بفترة قام الملك " فؤاد " بإعادة تجديده وأنفق عليه ٤٠٠ ألف جنيه ؛ أما العجيب أن يتنازل الملك " فاروق " عن العرش من المكان الذى شيده جده الكبير " محمد على " حيث كان داخل " قصر رأس التين " وقت قيام ثورة يوليو ٥٢ ؛ فرحل منه وكان آخر مكان يرآه على أرض مصر !!!
الأديب الشاعر
ايمن عزالدين سكورى
الإسكندرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق