رواية "انتقام جان"
الفصل الثالث
وكأنها استشعرت وعن بعد بقدومه؛ أحست بقشعريرة تسري بين ضلوعها، وبأنفاس بين زفير ونفير تتعالى تهتهات مثقلة بالعياء بالكاد تكاد تطاوعها؛ وكأن شيئا ما يشد بقبضته عليها وعلى حنجرتها.
لم تستطع معها صبرا ولم ينفع معها حيلة؛ اللهم المضي قدما إلى غرفتها مهرولة مسرعة، لتلقي وبكامل جسدها على السرير.
أمسكت برأسها بكلتا يديها، ترنحت ذات اليمين وذات الشمال ولا من سبيل لديها، تنعثق من بين براتينها سوى الصراخ ملأ فاها: ابتعدوا عني...ابتعدوا عني...
لتعود صاغرة تستلطف في صمت: أنا في عاركم...أنا في عاركم...
وكأن تمة أشرار قطاع طرق، خرجوا عليها من حيت لا تدري، واستباحوا عرضها، وأردوها جسدا بلا روح مستلبة عن آخرها.
ساعتها، كره وبغضاء يغشاها، ويستحوذ عليها؛ لتجد نفسها تصب جام غضبها قذيفة نارية على كل من يقربها.
... حالة طارئة خارجة عن إرادتها، لم يسلم من بطشها أيا كان؛ ظرفيةتأتيها بين فينة وأخرى، دأبت على اجتيازها، ووجب استحمالها ولو على مضض؛ لتعود المسكينة إلى طبيعتها المعتادة، رقة وحنان ولا شيء يذكر من هذا أو ذاك.
تأليف: عبدالاله ماهل
المغرب

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق