يَوم بَعيد/خاطِره *
.........................
بَعيدۃٌ اۡنتِ الاۡن عَني . بُعدُ الكلِمات السعيده عَن قَلمي.
وَبُعدُ الفَرح عَن وَطني . اۡه وَتتلوها اۡهٍ ثُمَ اۡه عَلی ذَلِك
اليوم الذي راۡيتُكِ فيه اۡولَ مَره وَيالَسوءَ حَظي لاۡنها
كانت اۡخِرَ مَره . نِصفُ ساعَۃٍ مِن الزمن راۡيتُكِ فيها وَكاۡنها العمرَ كُله .
وكاۡنَ كُل مامَرَ عَلی الدُنيا مِن سَعاده تَجمعَ في ذَلِكَ اليوم البعيد . وَمِن النظره الاۡولی حاولتُ ان اجمع مَلامِحكِ واۡضعها في ذاكِرتي لِلاۡبد . وَكاۡني كُنتُ اۡعرِف
اِنهُ لِقاءٌ اول لَن يَكون لَهُ ثاني مَدی الحياۃ . وَكم كُنتِ جَميله وَقتها .. كَبسمۃِ طِفلٍ في يومِ عيد . كَدمعۃِ فَرَحٍ عَلی خَدِ اِنسان حَزين وَكاۡشراقَۃِ شَمسٍ في يومٍ ماطِر .
كانَ عِطركِ يَملیۡ المكان . وَروحي يَملَوءها القحط والجَدب لَم تعرِف زَهراً وَلم يَسقيها مَطرٌ مُنذُ سنين .
راۡيتُكِ واۡمتَلاۡت عَيني مِنكِ . عَيني التي لَم يَملَوءها
وَجهُ اِنسان قَبلَكِ اِلا وَجهُ وَطني الحزين .
قُلتُ لِقلبي اۡنَ لَكَ اۡيُها المُسافِرُ دَوماً اۡن تَستريح .
اۡنَ لَكَ اۡيُها القَلب اۡن تَحصِدَ فَرحاً يامَن قَضيتَ عُمركَ
وَحصادُكَ قَبضُ ريح .. هَيَ نِصفُ ساعه التي راۡيتُكِ فيها وَمرت مِثل لَحظه فَعمر الفَرحِ قَصير وَبعدَ اۡن غِبتِ صارت هَذهِ اللحظه وَكاۡنها دَهرٌ وَكانها ظِلي يَتبَعُني اينما اۡسير . وافترقنا كُلٌ في طَريقه .. وَمِن
يومِها ادعو الله واۡتوسل اِلی ذاكرتي اۡن توصِد ابوابَها جيداً كَي لاتَهرب مَلامِحُكِ التي رَسمتُها في ذلِكَ اليوم البعيد .. وها اۡنا ذا كُلُ يَومٍ اسالُ نَفسي واقول ..
هَكذا كانت خِصلۃ شَعرِها ... لا لا بَل هَكذا .
هَكذا كانت تَضع يدها علی خَدِها ... لا لا بَل هَكذا .
لَونُ حِجابِها كان مَنقوشٌ بِورودٍ كَوردِ خَدِها .. لا لا .
بَل كانَ مَنقوشٌ بِنجومٍ تَضوي كنجوم لَيلٍ جميل ..
وَلونُ ثَوبها .. اۡكانَ اۡسودٌ اۡم بُني؟
هَكذا جَلسَت وَهكذا نَظرت وَهكذا قامَت وَخَرَجَت يَتبعُها قَلبي وَكَلِمات وَداعٍ اۡخير ...
هَكذا كُنتُ مِثلَ شاعِرٍ اۡظناهُ السهر وَهوَ يَبحث عَن كَلِمه هارِبه مِنهُ يُريد اۡن يَبني بِها بَيتاً في قَصيده عَن حَبيبٍ او وَطن .. وَحينَ تَخونني ذاكِرتي في تَذكُر شَيء مِن مَلامِحَكِ اۡصير مِثلَ طِفلٍ يَجمع العابهُ في صندوقٍ صَغير وَحينَ يَكتَشِف اۡن لُعبۃٌ ضاءِعه مِنهُ يَصرخ وَيَصيح .. كُنتُ هَكذا اَصيح بِذاكِرتي ... ايتُها الذاكِره
الملعونه قولي لِماذا لااتذكر طَرفۃ عَينها وهيَ تَنظرُ لي؟
وَلِماذا غابَ عني لون ثوبها؟ ولِماذا وَلِماذا؟ اجيبيني ايتها الذاكِره .. لِماذا لَم توصِدي ابوابَكِ جيداً؟ اۡم اِنكِ تَركتِ النافِذه مَفتوحه فَتسللت مَلامِح وَجهها مِنكِ ؟
فَتشفِق الذاكِره عَلی جَسدي وَهيَ تَراهُ يَذبل مِثلَ شَجره زَرعوها وَسط الطريق كَي يُسعِد مَنظرها الناس لَكِنهم لَم يُسعِدوها بِقطرۃَ ماء .. تَقترب مِني وَتَمنحني كُلَ مَلامِحَكِ فاۡمضي لِسريري واۡنادي وَجهَكِ اۡن يَزورني في المنام .. فَياۡتي كاۡولَ مَره راۡيتُكِ فيها في ذَلِكَ اليوم البعيد .. اكلِمهُ اۡحضنهُ لَكِنهُ لايلبث اۡن يَرحل معَ اول صياحٍ لِلديك .. ارتدي ملابسي واخرجُ لِلشارع واظل ابحثُ عَن وَجهكِ في وجوهِ العابرين لَعلي المَحهُ ولو مَره ....
...............
بِقلمي/مثنی ادريس حديد
السبت/18/11/2017
الأحد، 19 نوفمبر 2017
يوم بعيد ،،،،،، بقلم الشاعر/مثنى إدريس حديد
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق