قصه قصيرة
__________
الام وأمال
___________
شعرت بعلامات الحمل فى الشهر الاول من الزواج السعيد بمن كانت تحلم به وفتى احلامها منذ الصغر فرحت بذلك الحمل وتمنت ان تنجب طفلا يشبه ابيه الذى احبته ليزيد علاقتهما وداً وحبا تألمت أثناء الحمل تتلوى وتشعر بالقئ تحملت كل ذلك وهى مسرورة بذلك الالم تحاول الا تشعر زوجها بالالم حتى لا يحزن ولا يتألم معها تتألم لتسعده يوم ولادتها كانت تتمزق ينزف دمها كالنهر الجارى كتمت صرختها حتى وضعت ولدا وابتسمت جذبته اليها رات فيه الزوج صغيرا احتضنته بحب جعلت ثديها يروى ظمائه يشبع جوعه اعطته كل حياتها وقتها جهدها ليلها صحوها عندما يبكى تجرى اليه حينما يمرض تمرض معه ليصحوا تتمنى لو يشفى وتموت تفديه بنفسها كى يحيى تسهر ليلها كى ينعس تمسح عنه أذاه بيدها تبرد لكى يدفى تتضور جوعا كى يشبع تتعرى حتى يلبس احسن ثوبا كبر وكبرت معه حاجاته تزداد مشقتها مع زياده حاجاته كانت تعانى كى تسعده فتمنت ان يصبح افضل رجلا دكتورا و استاذ او ملكا او اكبر شى فى الدنيا كان مطيعا وجميلا اعطته كثيرا وكثيرا لا تبخل بحياته من اجله حينما يحزن كانت تحزن حينما يبكى كانت تبكى حينما يبرد فى كل الأحوال كانت معه كانت تتالم اكثر من المه حتى كبر وبلغ الرشد كانت تأمل فيه كثيرا حتى يحقق كل اماله سيصبح افضل شابا متدين مثل أبيه فى أحسن خلق ما زالت تأمل فيه كل الخير لكن أمالها لم تتحقق عندما كبر مع انها اعطته كل حياتها ربته على الدين وحسن الخلق نسى ما فعلته كثيرا من اجله لم يتذكر حبها ودفئها دمعها سهرها شوقها خوفها خزنها عطفها من اجله لم يتذكر الا انه اصبح رجلا ليس لاحد فضل عليه بل نصائح امه ظن انها تقيد حريته انه يريد ان يتحرر من قيد امومتها يريد ان يثبت أنه أصبح رجلاً وله رأى دون مساعده منها. فعلى صوته فى البيت . خالف كل أوامرها حتى وان كانت حسنه يثبت ذاته بعدم طاعتها فهم أن رجولته بعيداً عن تدخلها فى شئون حياته حتى ولو انه اخطا احيانا يعوده لرشده ويحاسب نفسه على سوء معاملته لها وغلظته عليها كانت تأمل ان يحميها من غدرات الدهر أو ينقذها عند فوات الوقت ولكن !
__________________________
_من مجموعة القصص القصيره (الوهم والحقيقه)
تاليف/محمود عبد المتجلى عبد الله .
أ . هـ
3 / 1 / 2006
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق