الخميس، 10 سبتمبر 2015

أشتاق إليك - ٣ بقلم إبراهيم العمر .

أشتاق إليك - ٣
أنا لا أشعر بنفسي إلا في مشوار
وأنت نهاية الدرب,
وكل خطواتي على الطرق التي تنتهي عندك,
أنا أمشي معصب العينين,
ولا أري في النور,
أنا أمشي على الرائحة والأثر
وأتلمس نفحات العطر
التي لا تأتي من الزهر,
أنا أسير على همسات حبات الحصى
على جوانب الطريق,
أنا أتوق الى المفاجأة
والى الإنفعال
والى حرارة اللقاء,
وكلما لاحت في خاطري ومضة أمل
كلما خطفتني عناكب الرعب والخوف
وأكلتني وحوش القلق والريبة,
وكلما أرتجفت قدماي
وساح كياني
وتسمرت خطاي,
كأنني أتمزق من داخلي,
بين جاذبية لا تقاوم تأخذني إليك
وبين قوة خفية لئيمة تبعدني عنك,
لكن هناك شعور قوي,
هناك إحساس لا أتمكن من مقاومته
ولا من إبعاده عن ذهني وجوارحي
بأنني سوف أصل اليك,
سأصل الى هذا الكائن الساحر
الذي يسرقني من جسدي
ومن ثوبي
ومن ملابسي الداخلية الضيقة
ومن خفقات روحي
مع كل رمشة جفن
ومع كل غمضة عين,
يأخذني,
يجرجرني,
بخفة ورشاقة وسلاسة,
مثلما تترغرغ الدمعة على شاطئ النظر,
ومثلما تنجذب النحلة على ثغر الزهر,
ومثلما يرتعش الأنف أمام الياسمين,
ومثلما تنساب في فصل الشتاء مياه النهر,
ومثلما يتهادى بين شجر البرتقال وأبو سفير
العبير والعطر. (c)
إبراهيم العمر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق