الأربعاء، 16 سبتمبر 2015

قصة قصيرة بقلم الآستاذ عبد المجيد الديهي عن ((((( ظلال الروح )))))


( في ظلال الروح تسموا أنفس ,,,,,,,,,, ويطل الحب نجمــا محدقا)

لم يكن هناك الا الصمت ..في الصالة .. في الغرفة الداخلية .. نفس
الصمت المريب .. عاوده الألم مصحوبا بـــــرغبة في الــبـكاء .. كان
وجهه في الظلمة المبللة ببقايا الضوء صغيرا .. ارتـجـفـت شــفـتـاه
بكلمات ضاعت معانيها بين نسمات الهواء الآتي من النافــذة .. لــم
تسمعه .. اغمضت عيناها كأنها تتسمع صـــدي كلماته التي طارت
مع نسمات الهواء السابح في نور القمر الساطع فوق زجاج الـنـافذة
وفتحت عيناها ببطئ .. وعاودها الألم .. نظرت بسرعة الي قـدميها
واختنق الألم .. والدموع .. تنحدر .. تسيل من داخلها .. لقـد مات كل
شيئ ..قدم ثقيلة .. ثقيلة .. لاتريد أن تتحرك .. حجر ثقيل بثقل وزن
الجبال الشامخة معلق بها .. نظرت اليه .. صوت مكتوم زاحــــف مات 
في حلقه .. توقعت أن يقول شيئ .. لكنه اطلق ضحكة كالدفئ كالنور
ومد يده وما كاد يلامس يدها حتي تفجر بداخلها ذلك الإحساس نفس
الإحساس القديم .. بالعزاء ..رنة حزن .. ابتسامة سوداء .. رســـمـها
علي شفتيه .. ادارت وجهها الي الناحية الأخري .. احلام .. اغتــــراب
حياة أخري مفعمة بالقسوة .. احتضن كفها بين كفيه .. انفاسه الحارة
تنسكب فوق صدغها .. حنين غريب يجتاحها من الداخل .. مـســــألة 
بعيدة عن العقل .. ولكنه القدر ..هكذا هيّ الحياة ..أمل والم ..وألــــم
يصاحبه أمل .. ولكن أين هو هذا الأمل .. ومتي .. وكــيــــف .. اسئلة
كثيرة .. غريبة .. عقيمة .. تبحث عن اجابة .. انـطـلـقــت مــن بـيــن
شفتيها الكلمات .. لماذا تتعذب معيّ .. دعني أعاني قدري وحــدي
كفاك ما لقيته بسببي ..الزمن يسير ببطئ في مدينتي .. مـــــدينة 
الأحياء الموتي .. وأنت ما زلت شاب صغير والحياة أمامك تــفـتــح لك
أحضانها ..وانفلتت من بين مقلتيها الدموع .. حارة .. ساخنة ..بللـــت
الشعيرات السمراء النابتة فوق كف يديه وسالت وانسالت من بـيــن
اصابعه المحتضنة كفها باردة شعرت هيّ بها وهــو يقبل يـــــــــديها
ويحثها علي عدم تكرار مثل هذا الكلام .. ويهمــس في أذنيها .. أنتِ
محبوبتي .. حبيبة درب الحياة التي أحياها بين جــدران هذا الـبـيــت
زوجتي .. أم بناتي ..التي أحببت الحب من أجلها ..انـسـيـتي ما كان 
انه الحب .. وأنتِ .. أنتِ الحب .. عاودها الإحـســاس بالـغــثــــيـــان 
واهتزت تجاعيدها بإبتسامة سوداء .. زوجتك .. حبيبتك .. أيــــن هيّ
الآن .!. لحم عفن رائحته ممزوجة بعطر نتن ليست فيه حــــــــــركة
ماذا لو تركتني وتخلصت من هذا اللحم .. العفن .. أحست بأصـــابعه
تتحسس ذراعيها .. أطرقت رأسها فوق الوسادة ..ابتسم .. بئر عميق
أنتِ ملئ بالحب .. بالحنان .. هل ليّ أن ارتوي منه ولو مرة واحـــــدة 
في حياتي الباقية .. اطفأت نبرات صوته الحنون نيران الخــــوف التي
اشتعلت بين أغصان غابات الحب العاصف الـــــــذي هـبـت ريـــاحه
الدافئة فوق صدرها وشقت ضباب قناة الرؤية العنقودية الـســـــرية
الساكنة في اعمق اعماقها .. وران الصمت بينهما .. قطعه نــــــداء
الفجر الذي يؤذن بميلاد فجر يوم جديد وما زالت اطراف اصــابـعـــها
تذوب بين كفيه .
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, تـــــمــــــت ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق