الثلاثاء، 18 يونيو 2019

الكاتبة \ زينب بوخريص تكتب " ما أحلى الرجوع إليه "



يتبع 🌸ما أحلى الرجوع اليه 🌸
جاء عاطف مسرعا، فرحب بها وقدمها إلى زوجته:
-زميلتي أحلام، تعمل معي بنفس المؤسسة. ثم توجه إليها قائلا :
-هل سنتكلم هنا تفضلي بالدخول، مرحبا بك.
بقيت سلمى واجمة تنقل نظرها بينهما، والفضول يكاد يقتلها. ودت أن تطلعهما على سبب زيارتها وتغادر في الحال، تملكها شعور غريب، لم تشعر بالارتياح نحو هذه الضيفة الغريبة.
أفسحا لها لتدخل، بدا على عاطف الحماس. وبدت زميلته وقحة، ينقصها التهذيب، -أو هكذا شعرت هي- جلسوا في الصالون، سألها عاطف عن حالها ثم قال لها :- ولكن كيف عرفت عنوان منزلي؟؟ 
ضحكت بغنج وقالت له:
-أنت تعرفني لاشيء يستعصي علي. استفز كلامها سلمى كثيرا و بدأت ترتاب بشأن هذه السيدة. استرسلت أحلام قائلة:
أخذته من ملفك بالمؤسسة. أنسيت أنك تعمل معي هههه. انزعجت سلمى من طريقة كلامها وبدا لها أنها محقة في تخمينها. فهذه المرأة جريئة أكثر مما كانت تتصور. لماذا لاتفصح عن سبب زيارتها و تتركنا في سلام؟؟ صرخت سلمى في أعماقها: يا إلهي ما أوقحها!! تتحدث الى زوجها متجاهلة وجودها،، ماذا تفعل إذن لو لم تكن معهما؟؟ ترتمي في أحضانه؟؟
خاطبتها بنبرة جافة :
هلا قلت لي ماذا تشربين؟؟ أجابتها: لا، شكرا لا أريد أن أزعجكما فقط أردت الاطمئنان على عاطف،،، ونظرت إليه وقالت: اتصلت بك العديد من المرات لكنك لا تجيب،، وخفت أن يصيبك مكروه،، ثم قالت بلهجة ينضح منها القلق: ماهي نتائج التحاليل؟؟ ألم تتحصل عليها البارحة ؟؟ ماذا قال لك عنها الطبيب؟؟ و نظرت الى سلمى،، كأنها ندمت على كلامها. لكن عاطفا أخبرها أن زوجته أصبحت تعرف كل شيء. فكرت سلمى في نفسها" هذا إذن سبب الزيارة، فالمرأة على علم بمرضه وهي مواكبة لحالته الصحية، تعلم كل شيء عن زوجها بينما هي تغط في سبات عميق... جعلها ذلك تشعر بغضب شديد،، لم تتمالك نفسها، بدأت مشاعرها تظهر جلية على تعابير وجهها. أخبرها عاطف بما آل إليه أمر صحته. كان ودودا معها،،، وبدا أنهما قريبان جدا من بعضهما،،أصر عاطف أن يجلب لها شيئا تشربه، وغادر ليتركها وجها لوجه معها.
نظرت اليها سلمى من رأسها إلى أخمص قدميها،،، كانت ترتدي فستانا مقلما،، أظهر جمال جيدها.
نظرت اليها أحلام وقالت لها:- انت هي سلمى إذن؟؟ أرى أن عاطفا محق في حبه الكبير لك،،، كم تمنيت أن أحظى برجل يحبني كما يحبك عاطف. كل الموظفات يغبطنك على زوجك،، لا تخافي لن أصيبك بعين وقهقهت عاليا. حفظكما الله وأدام محبتكما...ليت زوجي بقي على قيد الحياة، قاطعها عاطف بمجيئه حاملا طبقا به ثلاثة فناجين قهوة و قطعا من البسكويت. بدا توتر سلمى يتقلص وقد رأت الضيفة تتكلم بلهجة تقطر حزنا،، ودت لو تطلع على سبب وفاة زوجها. كأن أحلاما قرأت أفكارها لأنها قالت لها:_توفي زوجي في حادث سيارة، وتركني حاملا بابنه، وها أنا عاكفة على تربيته وحدي...شعرت بألمها الشديد وهي تسرد أطوار الليلة التي فارقها فيها زوجها إلى الأبد. استرسلت قائلة:
عاطف هو بمثابة الأخ لي،، أكن له كل الاحترام والمحبة الأخوية الخالصة،،، لأنه مختلف عن الذين صادفتهم في حياتي ،ما إن يعرفوا انني أرملة حتى يسيل لعابهم ههههه لكن عاطفا عاملني بمنتهى الرقي والادب وصار لي بمكانة الأخ الذي لم تنجبه أمي. عرفنا بمرضه بسبب نوبات الإغماء المتكررة، التي كانت تصيبه في العمل. وكان مصرا على أن يخفي الأمر حتى لا يسبب لك الألم،، ولكنه أخبرنا بأنه سيطلعك على الأمر عندما يتحصل على نتائج التحاليل مهما كانت. قلقت كثيرا ولم أستطع الانتظار و أردت أن أطمئن عليه. الآن وقد أطمأن قلبي وزالت مخاوفي سأترككما في رعاية حبكما. في عشكما الدافىء وأتمنى لكما دوام الصحة والعافية والمحبة. زالت كل وساوس سلمى بعد هذا الكلام المتزن.ندمت كالعادة على تسرعها في الحكم. أصرت على أن توصلها إلى الباب، وبينما كانت تصافحها، لمحت سوارا ذهبيا في يدها، تذكرت أن مدير زوجها كلفه بمساعدته في اختيار هدية لزوجته في عيد ميلادها لأنه يثق بذوقه. فاختارا لها معا سوارا ذهبيا كالذي ترتديه أحلام في يدها.
للشكوك بقية
زينب بوخريص
18/6/2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق