الأربعاء، 26 يونيو 2019

لست كغيري من النساء ،،،،،، للشاعر /عماد الشابي

🌺لست كغيري من النساء🌺

أنا... يا سيّدي...
لستُ كغيري من النساء
أو ربما هكذا خيّل إليّ
حين آلتقيتكَ ذات مساء
يومها آنتقيت لي
من الحروف أعذبها
نمّقت الكلام
نسجت بعطركَ
الذي آجتاحني
أحاديث الخيال و الهيام
حدّثتني عن الرصانة
و الهدوء
عن الوفاء
أنكَ رجل شرقيّ
محبًّ... غيور
تكره كل أشكال الخيانة...
و لأني خجولة جدا
و لست كغيري من النّساء
لم أطلب نجمة في الصباح
و لا حتى زهرة حمراء
أو آبتسامة تعلو محياك
كأرض أصابتها الرِّهام...
و لا قليلا من "الإتيكات"
كأن تسحب لي الكرسيّ
مثلا... عند اللقاء
فقط...
قليلا من الإهتمام كافٍ
و حديثا في الغرام
أن تسألني
إذا ما شردت عنك قليلا
و حين أصمت عن الكلام...
و إذا ما ثرثرت يوما
تمسك يديّ و تضحك
تضحك كثيرا لسذاجتي
و لا تضجر...
أن لا تكون كجدار الصمت
فاترا كالدّفتر
أن تجعل قهوتي المرّة
إذا ما ضممتَ كفّيّ لصدرك
طعمها حلو المذاق... سكّر...
و لا ضير أن تضمّني
كل حين و نصف
إذا ما بلغ الحزن مني
عنان السماء...
أو حين... على كتفيك
أنام... أو أسهر...
و لأني لست كغيري من النساء
قرأت نصوصك كلّها
و قصائدك
التي كتبتها
حرفا بحرف
و سطرا بسطر
اِلتهمت القوافي
كظمآن في الفيافي...
كنت أهشُّ بحروفك
على أشواقي
قرأتُك... و قرأتُني
وجدتُك...
و لم أجدني...
لم أر وجهي الخجول
هناك... في منتصف الشعور
بين الشروق و المغيب
بين الرّحيل و البقاء...
و رأيتها بين السّطور
ذات قصيد
ترسم لها بين ذراعيك
مسافات العناق
و تراتيب القبل
في العراء
و رأيت الشوق
في عينيك
لكفّيها
لوجنتيها
لثغرها العنيد
رأيتها و رأيتك
كنتُ هناك أيضا
على ضفاف الحروف
على قيد الحنين...
لململت ما تبقى مني
من أنوثتي...
من شوقي الشّديد
و رحلت... بلى رحلت...
ليس للأمر علاقة بالكبرياء
و لا لأني لست كغيري من النساء
و لكني يا سيّدي..
لا أتملّك من الشجاعة
كفافا لأكرهك...
ببساطة جدّا
و دون تعقيد...
لم أعد أهوى البقاء...

🌺عماد الشابي🌺

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق