رواية قصيرة : من أربعة فصول : الجزء الثالث
رواية طويلة من أربعة فصول (3)
ســنار المحروســــــــة ..
" سلطنة ود العزتين السنارين والمغاربة الاندلسيين "
" شاق هو الفراق الأبدي ومع ذلك علينا أن نتدرب على النسيان لنستطيع العيش " وأسيني الاعرج
تنوية : هذة رواية وليست تاريخ فالشخوص الذين يظهرون ويختفون وفى سلطنة حامد " سيد العويضة " , أنما هم محض خيال لواقع مفترض لبنات أفكار جدتي المغربية ستيتة الاولي , وهو على ما يبدوا كان منافس ووريث كبير محتمل وغامض لعرش سنار المحروسة , وكهاجس تعويضي لفقد دولة المسلمين بالاندلس فى ذاك الزمان المتاخر , وقبيل حتى سقوط وخراب سوبا وقيام التحالف السنارى بين العرب والفونج , والذى ختمة الوزير ود عدلان وبعد ثلاثة عقود واكثر وبكلماتة النارية وفى وجة جيش الفاتح الجديد أسماعيل أبن الباشا قائلا بكبير صلف وأدعاء وخيلاء بأن سنار محروسة محمية بسيوف قواطع هندية وجياد أدهمية ورجال صابرين على القتال بكرة وعشية , ولعداوة ومؤامرات عديدة محتمة ولوزاء أو زرية ابولكيلك الوزير الهمجي القوي , فى زمن تقريبي يجمع بين علاقات الاضداد المتجاورون السلطان محمد الفضل ود المعقور واعتراضات جنقل ملك فور , وفى تزامن غريب مع مقتل بادى أبوشلوخ علي يد المكادية تلك الايام المتاخرة فى تاريخ مملكة سنار .., والشيخ حمد الكارب القادم من سواكن وهو يقول بملئ فية ذاك الزمان " هذا ثارك يا ولدي .. ياميرفي ؟اا " .
الفصل الثالث
باكرا وعندما أرادت بالصدفة خادمة ذاك القصر المنيف , رمى بعض الاوساخ وفروع وأورق الاشجار اليابسة والزهور الزابلة بالخارج ومن وراء تلك الاسوار العالية , وعلى غير العادة ترأءت لها فجاءة ولاول مرة فى حياتها شبح لرجل ما غريب مستلقى على الارض وفى تلك الاصقاع النائية , تبدو علية ومن الوهلة الاولى مظاهر التعب والاجهاد والارهاق , بينما شكلة أوهيئتة ومظهر ملابسة الوجيهة الفضفاضة تنم عن سيماء الهيبة والوقار والعظمة البائنة وكانة ويا سبحان الخالق ملكا كريم .. , فاخطرت سيدتها على عجل بهذا الامر الغريب والذى تراءة ولاول مرة فى حياتها وبتلك الاصقاع النائية البعيدة , وبعد طول تفكير وتمحص أستقر رأى صاحبة القصر على أستضافتة كضيف عابر سبيل وبالديوان الخارجى , بل وعندما هامت الخادمة بفتح باب القصر الضخم بعد أن أدارت المفتاح والذى كان فى هيئة أوعلى شكل صخرة ضخمة عالية الجنبات لم تستطع رغم ضخامة جسمها وقوتها على فتح المزلاج هى وحتى معها سيدة القصر , عندها فقط هب هو الشخص الغريب لمد يد المساعدة ,فعالج وحدوة وليس بكثير جهد وتعب تلك الصخرة , سريعا بأزاحتها ودفعها للخلف بغير كبيرعناء , وبقبضة من رأس بمبقتة أو سيفة فانفتح الباب فجأة على مصرعية , وترجل بعدها للديوان أوالمضيفة الخارجية , بعد أن القى عليهم السلام , هنا أنبرت الفتاة ولاول مرة وهى مبهورة وفى غاية الاندهاش , تناجى خادمتها مستعجبة من قوتة الخارقة للعادة قائلة لخادمتها :
ـ شىء عجيب للغاية ..حتي أخوتى الاقوياء الشجعان الاشداء الاربعة واربعين فارسا يا أنت .. لايستطيعون مجتمعين فتح باب القصر الكبير هذا والابشق الانفس .. وبعد جهد جهيد وبالساعات الطوال .. , فكيف وهذا الرجل الغريب .. ويا لعجبى لة وهو براس بمبقة سيفة فقط يفتحة .. وفى لمحة بصر وعلى مصرعية تماما .., أن هذا أن دل على شىء فأنة بالفعل يدل على شىء وأحدا فقط .. , وهو أن هذا الغريب رجلا بالفعل فارسا مغوارا عظيم القدر والشأن .. ولايشق لة غبار أبدا .. , سبق بقوتة الخارقة كل السابقين واللاحقين .. , ثم تصمت لبرهة لتقول مؤاصلة نجؤاها وفى دعاء وتضرع مسموع :
ـ يا ليتة .. يا " حنانة " يكون من نصيبى أنا .. فارسا وزوجا أوحدا لى بعد كل هذة السنين الطويلة من الانتظار والى الابد ؟؟؟ااا.. " , لترد عليها هنا بالطبع خادمتها قائلة ..
ـ أنشاء اللة يا ستى " أمانى " .. قادر يا كريم .. ومن خشمك ولباب السماء ..
وفجاءة وبالصدفة المحضة وقع حديث المناجأة الهامس بينهم فى أذن , " حامد " نفسة , فاعجب بها فى الحين والحال وبأشد ما يكون الاعجاب والانبهار , وأدرك بفطنتة بانها ورغم كل هذا العز والنعيم والمكانة العالية التى تتبؤها ,الا أنها وكأى فتاة جميلة منعمة مرفة وفى مثل شبابها وسنها تطوق للالتقاء أجلا أو لاحقا بفارس أحلامها القوى الامين , والذى سيتزوجها حتما فى يوم ما وسيخلصها من كل هذا السجن الابدى الناعم والعالى الاسوار , ومن كل هذا القصر الكبير والنعيم المقيم والى عش زوجيتها والتى تحلم به دائما كل فتاة , بالطبع وما أن دخل بالمضيفة الخارجية المعدة للضيوف حتى وجد بجوارها مضيفة أخرى جانبية أخرى مشابهة ضخمة بعض الشىء , ومختلفة تماما تنم عن الوجاهة والفخامة بومعدة أعدادا خاصا ومدهشا كنزلة وسكنة دائمة , وبتوابعها وملحوقاتها من حمامات ومنافع لاستقبال أربعة وأربعون شخصا بالتمام والكمال , كما أنها تحتوى على عدد مماثل أربعة وأربعون من الاسرة , ومثل هذا العدد بالضبط من المراتب والمخادع والاغطية والصحون والاكواب , والملاعق وجميع لوازم المعيشة والعناية الشخصية , ومثلها كذلك هناك وعلى مبعدة أسطوبلات للخيل بنفس العدد أربعة وأربعون حصان بالعلائق والركائب وملحوقاتها ولوازمها من سروج وعدد مختلفة ,فاستعجب وأندهش حقيقة لمثل هذا التنظيم المزهل والتدبير المحكم الحازق , وبأشد ما يكون الاستعجاب لكنة بذكاءة وفطنتة أدرك وفى قرارة نفسة بأن هذا القصر البديع , ربما هو القصر الاسطورى المعنى والمحكي والموصوف باشجارة البازخة الفارعة الطول والتى تحيط بة , ومن كل الجنبات ثم تلك الشجرة الوحيدة العملاقة الضخمة المعمرة والتى تتراء لة الان من هنا , تقف فى وسطة تماما شامخة والى عنان السماء الرحبة وكما تقول الروايات كلها , وأنها بلا أدنى شك هى شجرة التوت البرئ المقصودة , والتى يحرسها بالتالى أولئك الاربعة واربعونا فارسا الذين يحكي عنهم وأن هذا القصرما هو الا بيتهم , وعرينهم المقصود والمعنى تماما وكما تقول كل الاساطيرالمروية,
والذى سيجد فية هو بلا أدنى شك وفى غيبتهم , ضالتة المنشودة فخر بعدها ساجدا لله تعالى مرة أخرى على جزيل نعمائة وتوفيقة , ثم تناول على عجل ما قدموة لة من ضيافة وطعام لم يذق أروع وأشهى منة فى كل او طيلة حياتة , لا من قبل ولا من بعد ثم ما لبث أن أرخى الليل سدولة وجاء وقت النوم مسرعا , وحيث أنهم نسوة وليس بينة وبينهم من محرم من الرجال وفى كل هذا القصر الفسيح الكبير , بل ويخشون شرعا على أنفسهم منة وكشخص غريبا عنهم وكنسوة متوحدات , فما كان منة وفى مثل هذة الحالة بالذات وبعد أن صلى العشاء , , الا وأن قام مبتعدا عنهم تماما ولازالت الحرج , بل ودرا وأتقاءا للفتنة والشبهات وضع سيفة البتار كعلامة أو كحدا فاصلا بينة وبينهم .. , ثم أعطاهم أمان اللة ورسولة وكموحد لله ومسلم ملتزم وذهب بالطبع مباشرة , للمبيت والنوم بعيدا وفى الديوان أوالمضيفة الخارجية المفصولة والمعزولة عن حرملك النسوة .
بل ومباشرة وفى صباح اليوم التالى نهض من نومة باكرا وبعد , أن صلى الصبح وتناول الشاى والافطار , حمل معة ما يكفية من ماء وزاد أعد خصيصا لسفرة الطويل عائد لاهلة وبلادة , وبعد أن نجي بالفعل من موت محقق من العطش والجوع , عرج بالطبع بكل ثقة وبعد أن أستاذن من صاحبت القصر المنيف وهى وخادمتها مشدوهات تماما , وهن ينظرن لة وهو يتجة لايالوا على شىء سواء الاتجاءة مباشرة , ولشجرة التوت البرئ الضخمة العريقة الكبيرة , والمباركة ويقطف منها ماشاء لة من صفق مختلف الالوان والعدد .. , ثم ودع الفتاة وخادمتها وشكرهم على حسن كرمهن وصنيعهم بأستضافتة بأدب جم , ثم ألتفت موجها حديثة للفتاة قائلا :
ــ أوصيك أولا أن تقرئ السلام لاخوتك جميعهم .. وأن تخبريهم وان تنقلي لهم عني بان أبن سلطان الزمان السنارى " حامد سيد العويضة " شاءت لة الاقدار والظروف أن يزوركم .. وفى قصركم العظيم العامر بالخيرات والكرم الاصيل .. وللاسف الشديد لم يجدكم بسلامة قدركم .. بل ويستأذئنكم العذر وفى أخذ وأحد وعشرون صفقة ملونة من ورق التوت البرئ.. والتى فيها بأذن اللة طب وشفاء عاجل لوالدة السلطان وكما يقول جميع الاطباء ..ومن شجرتكم المباركة ويقول لكم أن عنوانى كذا .. وكذا .. وكذا وفى مدينة سنار المحروسة حاضرة السلطنة السنارية المجاورة لكم تماما , وأعطاها ما كتبة لهم .. فى شكل أو هيئة مكتوب رسمي وفى ورقة ممهورة ومختومة .. , وأنة يدعوهم كلهم وجميعا وبسلامة قدرهم ومكانتهم المحفوظة , وبزيارتة , وفى أى وقت ما يشاءؤن .. , أن عاجلا أو أجلا فمرحبا بهم وعلى الرحب والسعة .., , فأذا ما أرادوا مالا مقابل ما أخذتة من أوراق فساجزل لهم بمشية الله خير العطاء والجزاء .. ومرحب بهم ويا دار ما دخلك شر .. , وأما وأذا ما راءوا غير ذلك وأعتبروا ما قمت بة , وأخذتة من شجرتهم من أوراق .. وأنا مضطر وفى غيبتهم أعتداء وتجنى وتهجما وشرا مستطيرا , ويريدون غير ذلك من حرب وأخذا لثارهم .. وحقهم المشروع والمسلوب منى فمرحبا بهم أيضا واللة المستعان .., وعلى الرحب والسعة .. أيضا " , ثم ما لبث أن ودعهم وأنصرف منطلقا بجوادة صوب بلادة البعيد العزيز الى قلبة سنار المحروسة .
-6-
أما المدهش حقا هو ماحدث وفى صبيحت اليوم التالى مباشرة من سفرة الميمون , أذا وصل فجأة وعلى غير المتوقع الاربعة وأربعين فارسا من سفرهم الطويل , وكأنهم على موعد محسوب وفتحوا الباب كالعادة , على مصرعية لكنهم هذة المرة لم ينزلوا من صهوات جيادهم الجرد الادهمية , بل أخذوا يطنطنون فيما بينهم ويتهامسون بأن هناك ربما ثمة أيدى وأرجل غريبة عابسة , قد دنست حرمة مهاجعهم ومضاجعهم على ما يبدوا وفى غيبتهم الطويلة هذة المرة بالذات , ولاحظوا الكثير من التغيرات الظاهرة للعيان الملفتة تماما للنظر, والتى حدثت فى القصر أثناء غيبتهم فثارة ثائرة أخاهم الكبير , فأمرهم بالتريس وعدم النزول من على صهوات جيادهم الا بأمر منة , ثم ما لبث أن نادى هو بأعلى صوتة ومباشرة على أختهم وخادمتها , وسالهم قائلا بأيجاز وبعد أن القئ عليهم السلام والتحية كارها :
ـ .. بحق ورب السماء .. أيتها ألاخت العزيزة الطيبة .., أننى أكاد أشم رائحة أرجل غريبة .. , من جاء الى هنا وفى غيبتنا .. قولوا لى الحقيقة كاملة .. وبحق السماء والا ... ثم ما لبث أن نظر الى بقية أخوتة قائلا وبحدة :
ـ ثم وأنتم الان وفى كامل حضوركم .. , الا تتفقون معى فى ذلك كلة ..؟ , فأوموا الية برؤسهم جميعا متفقين ومؤيدين وفى كل ما ذهب الية , فانبرت لة هنا أختهم موضحة وهى تقول وبكل ثقة واتتها وفى منتهى الخوف والزعر .. , وبأشد ما يكون الارتعاب :
ـ بالفعل يا أخوتى الاكارم جاء أول البارحة عابر سبيل .. يعانى من الجوع والعطش ووعسأة السفر الطويل وحيدا , فكاد أن يموت فاكرمناة بجزيل ووأفر فضل كرمكم كما عوتمونا .. , ومباشرة وفى صباح اليوم التالى وبعد أن صلى باكرا وأكرمنا وفدتة أعطينأة ما يكفية من زاد للطريق وبالشىء الذى يكفية للعودة لبلادة , غير أنة وقبل أن يودعنا ونحن ننظر الية من هنا قطع عدد مختلف الالوان من صفق شجرة التوت البرئ المباركة , وربطها فى صرة وأخذها معة ثم قالت مستطردة ..
ـ ثم ودعنا .. ودفع لنا يا أخوتى الاكارم بهذة الوصية .. لاسلمها لكم ومدت لهم بالوريقة أو المكتوب المطول فاختطفوها كالنسور الكواسر ليتصيدها كبيرهم وهو يقراها عليهم كاملة , وبصوت رصين .....مسموع وهم كلهم آذان صاغية .. وبالضبط وكما قالة لهم سالفا ولم ينقص أو يزد عليها شيئاء ..
بل وبعد أن قراها عليهم كاملة وبحزافيرها وفى صرامة وغلظة نادى منادى منهم , وهو صغير السن والذى يلى أخاهم الاكبر مباشرة ويبدو من هيئتة أنة خطيبهم الاوحد والمفوة قائلا :
ـ أيها الفرسان الاخوة الاربعة واربعون الاشاوس العظام أدام اللة عزكم المشهود .. الذى بين أيدينا الان ما هو الا خطاب مسيس ,.. لا يعدوا ألا وأن يكون فى نظرى غير تحصيل حاصل .. وتهديد مبطن وغير مباشر وأستفزازى , ومن شخص أو بألاحرى من أنسان معتدى أثيم وغريب .. ومهما كان مبرراتة وصفتة ونعتة كيف يتجراء ويدخل عنوة الى مخادعنا وقصرنا , .. وفى غيبتنا ويعوس ويعبث فيها كما يشاء وما يحلوا لة .. أنة لشىء غريب وعجيب تماما ولم يحدث لنا ومنذ أن خلقنا وعلى هذة البسيطة .. , ولم ولن يتجرا كأئنا من كان لا قبلة أو بعدة ان شاء اللة أن يفعل مثل هذة الفعلة الشنيعة وبدم بارد .. , ويتجراء ذات يوم ما ونحن عصبة بل وأحياءا ترزقون ويقطف وأحد وعشرون صفقة مختلفة الالوان , ومن شجرة التوت البرئ المباركة المقدسة والتى حرسناها وتوارثناها هكذا كابرعن كابر .., ثم لا يترك لنا شىء ذو قيمة تذكر سواء وريقة أومكتوب مقتضب جدا , يوضح فيها بجلاء وبتحدى منقطع النظير أسمة وعنوانة واضحا وجليا .. , ثم ألا تتفقون معى أخوتى بأنة ومهما يكون ," .. هو مين .. وحتى أبن مين ..ونعتة أية .. وصفتة اية.. " , أنة لعمرى لتعدى وأضح وطيش وتهور وفرض جبروت ومهما كانت الاسباب والمبررات , ولاشىء فى نظرنا يوازية أو يجزية عنا سواء الحرب والقتال .. ولاشىء سواءه , ثم كبر ثلاثة مرات جنوبا على جهات المحروسة سنار , ثم بعدها صاح فيهم أخوهم الاكبر قائلا :
ـ هيا بنا الية يارجال فأننا سوف لن ننزل بالطبع من على صهوت خيولنا وجيادنا أبدا .. , ولن يهدأ لن بال بعد اليوم الا وأن نبلغة هو شخصيا .. وفى سنار المحروس نفسها وأن طال السفر واللة المستعان .
فانطلقوا على أثر ذلك النداء لا يألون على شىء بعد ذلك سواء الظفر بسنار المحروسة تلك البلاد البعيدة , والتى تقع عند أقصى أقاصى النيل الازرق الادنى البعيد , وبالمدعو" حامد سيد العويضة " نفسة أبن السلطان ومهما كانت المتاعب والمشاق ووعساءه ذاك السفر المرهق الطويل , فوصلوها بالفعل وبعد جهد جهيد وبأسرع ما يتصورون فدخلوها الاربعة وأربعون بالطبع من أبواب متفرغة كعادتهم المتوارثة ووصايأة والدهم واجدادهم الكبار الاوائل الذين خبروا الحياة وخبرتهم , أتقاءا لشر العين والحسد وعلى دفعات فى هيئات وثياب مختلفة الاشكال والالوان , وأخذوا يساءلون عنة فاستعجب أول أنسان سألوة وهو يقول بأستعجاب لكبيرهم والذى كلف بمهمة الاستطلاع وألسؤال :
ـ لعلكم غرباء .. وأظن صادقا من بلاد بعيدة جدا .. لانة لايوجد فى كل نواحى السلطنة وحتى ما جاورها من بلاد , من لايعرف الرجل الكريم الشهم أبن السلطان " حامد سيد العويضة " , ثم مالبث أن أشار عليهم بعدها بالتوجة مباشرة لذاك القصر المنيف الوحيد وسط البلد والسوق والمتعدد الطوابق والذى يشرف على نيل سنار الازرق العكر الكبير , وهو يقول لهم :
ـ بالطبع هناك يسكن .. وأما الدخول الية صعبا ومقابلتة أهون من أن يلج الجمل فى سم الخياط " , فشكروة على حسن صنيعة معهم وتوجيهاتة السديدة لهم , وأنطلقوا نحو القصر مباشرة وعند الباب أستاذنوا الحراس بالدخول لمقابلتة , وفى موضوع خاص وشخصى ودفعوا لهم بمكتوبة الممهور بامضاءة الشخصى والختم السلطانى لتقديمة الية حتى يعرفهم , وما أن أستلم المكتوب حتى عرفهم فأرسل للحراس وطلب بنفسة فورا , السماح لهم بالدخول وراسا لبيت الضيافة والمعد سلفا لاستقبالهم فى أى وقت , ثم بعدها مباشرة
خرج عليهم وهو يرحب بهم وأحد وأحدا , وكانة يعرفهم من زمن طويل ..ثم أستفهمهم قائلا :
ــ بالطبع أنتم الاربع واربعين فارسا أصحاب شجرة التوت البرئ ..فاجابوة بالايجاب فقال لهم ..
ــ كنتم فى بالى دائما .. , وأترقب حضوركم فى أى وقت وبالرحب والسعة .. , ولكن يبدوا أنكم تعجلتم الامر .. ولم تنتظروا طويلا فقد حضرت أنا شخصيا من قبل عدة ايام قلائل فقط .. , يا لكم من رجال أشداء جادين وأقوياء العزيمة .. وتأخذون كل الامور على محمل الجد , وهذة لعمرى من الخصال الحسنة التى تعجبنى دائما فى الفرسان أمثالكم , والان أعتقد بأن المجال ليس مجالا أبدا للحديث والرد والاخذ , .. فالمجال مجال أن نضيفكم ونكرمكم أولا كما يقول ديننا الحنيف وكمسلمين جميعا , ومن ثم بعد ذلك نسؤى أمورنا بما يرضى اللة ورسولة .. , فاندهشوا جميعا لسرعة ألتنظيم المبهر للعين , والذى أخذهم على حين غرة والاستعداد التام لاستقبالهم , وهم بهذا العدد الكبير فوجدوا المضيفة التى أعدت مسبقا لاستقبالهم , شبيهة تماما بل تكاد تكون صورة طبق الاصل من مضيفتهم المخصوصة , بقصرهم الكبير , وجدوا فى أنتظارهم عدد أربعة وأربعون من الاسرة وعلى عددهم , وكذلك نفس العدد من المفارش والاغطية وثياب النوم وأدوات ومعدات الحلاقة والعناية الشخصية والاستياك وأطقم الاكل والشراب والنرجيلات ,وأما بالنسبة لمرابط الخيل فوجدوها بالضبط وعلى عددهم أحصنتهم أربعة واربعون مربطا , و نفس العدد من العلائق واحواض السقية , وما أن انتهوا من وأجب الضيافة الشرعية والتى حددت لهم بثلاثة أيام بلياليها , والتى أتحفهم فيها بكرمة الحاتمى الفياض وأعطاياتة والتى فأقت كل خيال وتصور وكل ما كانوا يتوقعوة أصلا من الثياب والحلي الذهبية السنارية النوبية الاصيلة , والماس والالماظ والياقوت وعروق اللؤلؤ السواكنى البهيج النادر , حتى هبوا فى صبيحة اليوم الرابع مباشرة مسرعين وفى ثمة تنظيم عسكري مرعب , ومحسوب الجانب والخطئ الصارمة والجادة للركوب على صهوات جيادهم وهم فى حالة من الاستعداد والاستنفار , والترقب وليكونوا رهن أشارة أخيهم الاكبر , وأخذوا يتشاورون فيما بينهم لفترة حسبها دهرا , فيما ينؤون من أتخاذة من مواقف وأضح تجأة أبن السلطان السنارى , وحيث أنة أحسن أستقبالة لهم ومن اللحظة الاولى وشملهم كذلك بجزيل كرمة وأحسانة واعطاياتة الشرفية وأنعامة الاميرية المشهودة , وأحتفائية الخاص والعام والظاهر وسط شعبة بهم جميعا والذى أبداءة لهم هو شخصيا , وحملهم وكما يقولون على كفوف الراح والانبساط , لكل ذلك أستقر رايهم السديد على شىء ما لم يتبين منهم بعد .. .
تمت ـ (الفصل الثالث )
فتحى عبد العزيز محمد
جدة – حارة اليمن والبحر
10/10/2014م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق