أَيْنَعَتْ فِي دَمِي وَرْدَةٌ
شعر: محمد علي الهاني- تونس
حُلُمِي فِي رَمَادِ السُّفُوحِ
طُيُورٌ بِلاَ أَجْنِحَهْ
والْخَفَافِيشُ فِي قِمَّةِ الْوَهْمِ
زَهْرٌ بِلاَ رَائِحَهْ
أَيُّهَا الْوَاقِفُونَ عَلَى جُثَّةِ الْحُلْمِ
إِنَّ الْمَسَافَةَ شَاسِعَةٌ بَيْنَ لَوْنِ التَّرَاتِيلِ والنَّحْنَحَهْ.
***
فِي كِتَابِ الْمَرَاثِي دَمِي شَفَقِيُّ الْمَدَى
غَازَلَتْهُ النَّوَارِسُ بَاكِيَةً
واخْتِلاَجُ السَّنَى فِي عُيُونِ النَّوَارِسِ قَدْ وَشَّحَهْ.
***
الْحَصَى فِي الثَّرَى
والثَّرَى بَارِدٌ
والْبُرُودَةُ لاَ تَنْتَمِي لِلَّظَّى.
أَيُّهَا الْفَارِسُ الْخَشَبِيُّ اتَّئِدْ
لَنْ يَصِيرَ الْحَصَى فِي يَدَيْ مُلْحِدٍ مِسْبَحَهْ.
***
بِيَدٍ يَسْكُنُ الْغَدْرُ فِي وَحْلِهَا
أَنْتَ تَذْبَحُنِي
وأَنَا بُرْعُمٌ فِي خَمِيلَةِ حُلْمِي،
تُشَيِّعُنِي نَحْوَ قَبْرِي،
وتَبْكِي عَلَيَّ مَعَ النَّائِحَهْ.
***
بِيَدٍ يَسْكُنُ الْوَحْلُ فِي غَدْرِهَا
أَنْتَ تَسُلَخُنِي
وأَنَا غَابَةٌ مِنْ بَرَاعِمَ
لاَ ... لَمْ أمُتْ فِي الْهَزِيعِ الأَخِيرِ مِنَ الْمَوْتِ
فَامْسَحْ سَوَادًا تَدَحْرَجَ مِنْ مُقْلَتَيْكَ
فَدَمْعُ التَّمَاسِيحِ لاَ يَسْتُرُ الْمَذْبَحَهْ.
***
أَيْنَعَتْ فِي دَمِي وَرْدَةٌ مِنْ لَظًى
إِنْ حَسَوْتَ دَمِي
وحَسَوْتَ اللَّظَى ،
وجَرَحْتَ الْمَرَايَا ...
فَعِطْرُ التَّوَهُّجِ لَنْ تَجْرَحَهْ.
***
أَيُّهَا الْمُنتَمِي لِلْخَرَابِ
قُصُورُكَ بِالدُّرِّ شَيَّدْتَهَا . . .
وعِظَامُ الَّذِينَ انْتَمَوْا لِلثُّرَيَّا بِلاَ أَضْرِحَهْ .
***
هَذِهِ آخِرُ الأُمْنِيَاتِ... فَقِفْ
هَذِهِ آخِرُ الْحَشْرَجَاتِ... فَمُتْ
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الضَّحِيَّةِ تَرْفُلُ فِي الأَسْلِحَهْ؟
***
كُنْتُ فِي قَطَرَاتِ النَّدَى
أَتَمَلَّى تَفَاصِيلَ وَجْهِي
مَدَدْتُ إِلَى جَسَدِي قَمَرًا؛
فَانْشَطَرْتُ..
تَدَلَّى اخْضِرَارُ الأَهَازِيجِ ؛
لَمْلَمْتُ جِسْمِي
وعُدْتُ إِلَيَّ
ولكِنَّ خَيْطًا مِنَ اللَّيْلِ
يَسْحَبُ ظِلِّي إِلَى الْمَشْرَحَهْ.
***
أَيُّهَا الظِلُّ ، لاَ تَرْتَبِكْ
أَنْتَ أَبْيَضُ... لاَ تَرْتَبِكْ
قَدَمُ الثَّلجِ تَعْرِفُ دَرْبَ الشَّذَا . .
ألَقُ الْفَجرِ يَعْرِفُ زَاوِيَةً فِي دَمِي
يَتَعَهَّدُ فِيهَا فَوَانِيسَهُ ،
ويُشَيِّدُ فِي نَبْضِهَا مَسْرَحَهْ.
***
أَيْنَعَتْ فِي دَمِي وَرْدَةٌ مِنْ لَظًى
فِإذَا ذَبَحَ اللَّيْلُ حُلْمَ الْغُرُوبِ ،
وغَطَّى الزَّخَارِفَ في خَاطِرِ الْمَوْجِ ،
مَسَّحَ بَوْحَ الْوُرُودِ...
فَلَنْ يَسْتَطِيعَ - إِذَا دَمْدَمَ الفَجْرُ - أَنْ يَمْسَحَهْ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق