قولي لها
بأني ما عدت أرغب في الحياة ولا أريد
قولي لها
بأن همس الصمت عاد يسكنني الوريد
قولي بأن الليل زاد ظلامه
وبأن الموت عاد يطرق باب قلبي من جديد
قولي بأني سأوهم نفسي
بعشق ألف امرأة أخرى
وبأني سأجلس في الطرقات
أتغزل فتيات الحانات الراسمات
على الوجوه ابتسامات من حديد
قولي بأن العمر دونها مات
وأن الطفل الذي ربيناه سوياً مات
قولي لها
قد حان الآن يوم الوعيد
ما عادت روحي تسكنني
ذهبت وارتحلت في الهجير
في الزمن البعيد
ما عاد النبض يرجف قلبي
وأي شيء قد يعيد النبض بقلبي من جديد ؟
عانت شمسي بطشت الظلمة والألم
عاشت وغارت في الآلام زمناً مديد
وحين بدأت تشرق هنيهة
عادت فغارت في الظلمة من جديد
وكأنني
عانقت وحشة الأوجاع أبايعها
فحفظت البيعة وارتكزت
بين الضلوع في الوريد
فلا تتعجبي
هذا أنا
من كنت قبلكِ في الممات
من كنت معكِ أستفيق
كأول صرخة من وليد
وحين دبت بأرجائي الحياة
ما لبثت فبدأوا اسمي بالفقيد
هذا البرزخ الآن مكانيَّ
فلتبق أنتِ في الحياة
ولتنعمي عطر الورود طعم الثريد
فإن جاء يوم الذكرى
فلتحيى الذكرى
وقولي ذهب
ففقيد
أو شهيد

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق