. يتناول فيها سبع روايات للروائي ثروت أباظة هي : (الغفران) و(طارق من السماء) و(خشوع) و (نقوش من ذهب ونحاس) و (خيوط السماء)و (طائر في العنق)و(لقاء هناك) .
ولعل الدافع إلى الكتابة هو غياب النقد فأصبحنا نجد الناقد ينقد ما يروق له من سطوح , وهو بهذا يهمل أعمالا إبداعية كانت تستحق منه التأمل ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هو : متى يواكب النقاد المتخصصون الأعمال الإبداعية ؟
واعتقد انه آن الأوان لتصحيح مسار النقد الأدبي الذي أصبح عشوائيا وانطباعيا وأيديولوجيا , بمعنى إن الناقد -الآن- لا يبحث عن جماليات العمل الأدبي بقدر ما يبحث عن انتماء المبدع أيديولوجيا واتجاهاته السياسية ,رغم أننا لدينا فئة من النقاد العرب المتخصصين تلتزم بأصول النقد ,وهؤلاء يجب أن تهتم بهم أجهزة الإعلام العربية وتشجعهم باستضافتهم في البرامج المختلفة حتى يكون لدينا جيل من النقاد يفهم أصول النقد الأدبي .
وما يؤسف له أن هناك فئة من القراء تعتقد - في غياب النقد الجاد عن وسائل الإعلام - أن الناقد ما هو إلا فنان فاشل ، قد لجأ إلى النقد بعيدا عن الإبداع وهذا غير مطابق للفهم الصحيح عن ماهية النقد الأدبي , فالناقد فنان ينقد فنانا , ومن ثم يجب أن يكون الناقد مبدعا وعبقريا في نقده حتى يكتشف جماليات العمل الأدبي لان فاقد الشيء لا يعطيه .
فمثلا : يتناول الناقد عاطف عز الدين عبد الفتاح رواية ( نقوش من ذهب ونحاس) للروائي ثروت أباظة متخذا من العنوان مدخلا نقديا لان عنوان العمل الأدبي يطلق عليه النقاد المتخصصون ، عتبة النص, وعندما نتأمل ما يوحى إليه عنوان النص نجد أن النقش عادة ما يكون رسما مجردا لكنه يكون جميلا , أما ( الذهب) و ( النحاس) فإن لونهما واحد وهو ( الأصفر), وان اختلفت قيمتهما , فالأول من المعادن النفيسة ةاما النحاس فأنه أقل قيمة من الذهب , والقارئ لرواية " نقوش من ذهب ونحاس "" يلاحظ أن هناك شخوصا معادنهم ذهبية تتميز بالنبل والكرم والعفاف وغير ذلك من الصفات الطيبة ، كما يلاحظ القارئ أن هناك شخوصا معادنهم نحاسية رخيصة في جوهرها وان تشابهت ظاهريا مع الذين معادنهم ذهبية , ولكن حقيقتها تظهر حينما تتفاعل مع الأجزاء المحيطة بها .
وكتاب ( قراءة في الفكر الروائي عند ثروت أباظة للناقد الروائي عاطف عز الدين عبد الفتاح يقدم درسا تعليميا في كيفية قراءة الرواية وأسلوب الناقد المتميز في تناوله للفن الروائي للقارئ العادي .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق