فلانتينا والممرور
" لا تمش في طريق من طرق الحياة إلا ومعك سوط عزيمتك وإرادتك لتلهب به كل عقبة تعترض طريقك ".
نيتشه " Nietzsche "
-1-
تلتفين دائما بنرجسية مخلة وممقوتة حول ذاتك , وحول الحقائق ومنطقها السليم والغريب بالضبط كالحلزون , ثم تلوين عنقها تماما لدرجة أنك تمحين , فى غمضة عين وعنوه حتى أشياءة الجميلة الخاصة التى تسكنة دائما ,والمعرف بها أصلا والتى لم ولن تغادرة أبدا ..ثم لما كل هذة المكابره يا بنت الواصلين ..؟ وتحلمين حتى بأشياء مستحيلة الحدوث , وتطلبين منة .. أن يصدقها مغمض العينين , قولى لى من كذب عليك , وأكد لك سذاجتة ولهذة الدرجة الوضيعة من الاسفاف , ويمكن حتى بيعة فى وضح النهار فى سوق " أبوجا " نفسها أو سوق " قندهار" أو " أبومسعود " , وبدون كبير عناء .
, بل أنت وهى .. تحلمون بالمزيد وتطلقون أنابيب أختبار لآكاذيب وأوهام ما كتب الله بها من سلطان , وتطلبون منة شخصيا وهو الفنان المؤهوب البارع , والموزع جهدة بين فن الرسم التشكيلى والتأليف الموسيقى الاوبرلي , والتدريس وهو الخريج الوحيد بالمعهد الان لـ " هنغاريا " أو المجر نفسها أرض الموسيقة والفنون الاوربية الرصينة , وحاضرتها الزاهية أبدا والراسخة العراقة والاصالة فى العلوم الراقية جميعها " بودابست " " باريس " أوربا الشرقية كافة , وأن يرددها واصالة عن نفسة وبلا أدنى تمحيص أو كبير تمعن , ويصدقها بلا أدنى تدبر .. , وأن يتصالح ويدة على عنقة ليتعايش معها كحقائق ومسلمات , ولكننى أوكد لكم الان وبالبنط العريض , هو بالفعل بعض ساذج ومتسامح ولكن ليس الى ما لانهاية .., ونقيض تماما لما تاملين منة ويصعب علية شخصيا , وفى آحايين كثيرة أن يصدق حتى نفسة , فهو ومنذ أن عرفك .. , وأرتبط بك ليس لة الحق بأن يطلب منك فى يوما ما تفسير ديالكتيكى فلسفى , وأضح لكل الاكلشيهات التى بدرت منك , هذا المساء بالذات .. لانك بجاهك وسلطانك الذى لايطأل عندهم هم على الاقل , فوق مستوى أى تهم أوشبهات بل أستعجب أنا نفسى , كيف تعرفتى حتى على مثل هذا الوغد كما تقولين ؟ ومن قدمة لك مجرد طعم أولقمة سائغة , وهو الذى عاش متنكبا المشاق تلو المشاق وعبثيا نزغا وردحا من الزمن , كفنان بوهيمى كما صارحك ولاول مرة وخارج حتى حدود الزمن السودانى الصرف , صحيح وبذات المنطق الزمانى الصعب عاش منفيا فى جخانين أوربا السحيقة ومناجمها , وفى مهن وضيعة بعد أن سحبت منة المنحة الحكومية الفضاضة , ومع طوفان رياح التغير والبروستريكا الشرقية الفجائية , الا أنة تماسك بشدة من الانزلاق فى علاقات تنتهى بزواج مصلحة , من مواطنة مغلوب على امرها بالكامل ليمنحها عطفة وحنانة المنشود ,ولتمنحة على استحياء هويتها ليتجول بها فى بلاد الاتحاد الاوربي الوليد على مصرعية , وبلا تاشيرة " شينجنك .. .
-2-
لكنة تماسك يومها بشدة يحسد عليها كسوداني قح يحزق فن الممكن والضرورة , والحسم الصارم وليس لاجئنا غجريا أوأعجميا بانجابيا خطرا , أنما رجل قروى شرقى ومازال فاياك يا "فلانتينا "الاخرى من نشر السموم والغسيل الوسخ والا .. , ثم أنة أخيرا أعلن توبتة وأنعتاقة بعيدا عن ألاشكالات الفلسفة جميعها , والتى اصبحت الان اثرا بعد عين , ليعيش بكلياتة حياة يقينية متسامحة وأنيقة جدا , يقول بانة زهج من مرمضة أوربا , وكرة العيش فى صقيعها وثلوجها , وزاهد حتى فى هويتها ولم يقل بتاتا بان ديدنة تراكم الايجارات , والتهرب حرفيا من تسديد فواتير الماء والكهرباء والتدفئية وحتى المترو والقطارات , وكان يسكن بعدها ميسورا الحال رساما وعازفا متجولا بين أزقة أنفاقها الرحبة , يقول أخيك المخبول حينا والارستورقراطى الزواقة للفن الرفيع حينا آخر والمتانق جدا , والذى تعرف علية بغاليرى" شبرين " الخرطومى الانيق , أو معرضة الشخصي الدائم بنادى أساتذة جامعة الخرطوم , والذى يريد أولا وأخيرا أبعادك لينفرد وحدة بالعمائر والمزارع والارث الكبير , والذى أجتهد جهد طاقتة ليعرفك بة عنوة , وبالقرب من نادى روتارى سيدات أعمال الخرطوم , ذات مساء .. ذا شجن والق خاص .. , وفى أحدي مناسباتكم العائلية التى لا تعد وتحصي , بل وفى أحدى نزواتة وطيشة وهو يقنع فى جلسة ونسة بكلتا يدية وخنصرة وبنصره اليمين , أبوك شيخ المصدرين " أبوكريك " نفسة وأمك الست الاولى الهانم , وفى مملكتة الاسرية الكبرى التى ينهي فيها ويأمر.. قائلا ..وبطول حسه :
ـ صدقونى يا بابا .. لو باع فقط وأحدة من لوحاتة .. التى تضاهى " الموناليزا " نفسها لاصبح مليونيرا دولاريا .. .يشار الية بالبنان .. فلما العجلة أذن ؟؟.. ليرد أبوك بكل فنجرية وعنجهية :
ـ بالعكس .. تماما .. يا أبنى .. " وليضيف بعد فترة ممتعظا :
ـ ثم مين قال ليك .. نحن حتى محتاجين لامثالة .. حرم نحن قبيلة تسد عين الشمس .. , ثم ثانيا نحن بنشترى رجل .. ولا كلامى دا أعوج يا " بنت الدخرئ " "..؟؟ .. اا " ملتفتا للوالدة المغلوب على أمرها .
-3-
يراهنون علية ثم وهو قبلها الم يكن امينا وواقعيا , عندما صارحك بكل هذا وحتى بكل شىء , فكيف تقضى الطرف حتى وتتزوجية ..؟ كنت يومها غير مصدقة عروس بالتمام والكمال تتبسمين , معجبة بة وتكائدين صويحباتك وكلام الناس وغيره ..
ببساطة ودون مؤاربة قالوا ليلتها :
ـ لكن ما شنو.. ما وقع ليها فى جرح عديل .. عريس لقطة ولا فى الاحلام ؟؟ اا" ولم تفكرى بعدها أبعد من أرنبة أنفك الارستقراطية الصغيرة , ولوحاتة وطبيعتة الصامتة معك أنت بالذات , أنة تشكيلى ضائع متجرد بعيدا عن الماديات , وفى تهويمات لوحاتة شىء من التوحش السوريالى البوهيمي الفلسفي العدمى , أنة يطوق لشىء اخير وهو ركوب موجة العالمية البيكاسوية وبلا حدود , أنها غلطتك لاتقولى لى كنت أريد الزواج كصديقاتى , كلهن عثرنا على زملاء تشكيليين الا أنا , لم أجد أحد غيرة صحيح انة مدهش ومثير للجدل , بل وعندما يحاضر كأستاذ مشارك بالجامعات والمعاهد , كان يأثر الصبايا من الطبقات الراقية , ويدير أعناقهم بطريقتة المتفردة فى الشرح المتانق وهندسة الحديث والتعبير , وصياغة ألاحلام الما وراء وردية , وتحزلقاتة الجرئية والعيش تقريبا بانصاف الحلول , والنكات الضاجة بالكثير من الجديد والمثير والمبهج , ثم الفرحه والسرور التى تزين محيأة دائما .. , ثم ألم أقل لك أنة ومع كل ذلك وجودى بحت يعرف من أين تؤكل الكتف ؟؟اا .
-4-
ثم الا تذكرين تظاهرت المعجبات يوم أن تعرض ذاك اليوم لوعكة طبية طارئية بقاعة الصداقة , ونقل طريحا لمستشفى أمبريال ثم الزيتونة التخصصى , الم ترى بام عينيك كم هى عدد بأقات الورد والتهانى بالشفاء العاجل , والتى أنهمرت علية فجأة ودفعة وأحدة ومن معجبات مهوسات ولا يحلم بهم .. ولا فى الاحلام , وحتى من خارج البلاد ثم بعد ذلك كلة الم يفأجيك بصفاقتة وتزمتة وتشككة بنواياة العدوانية تجاهك , وبتحكمة المفرط بعدها حتى وعلى أنفاسك ويعدها واحدة تلو الاخرى .. , ويغدر بك وقبل أن تغدرى انت بة ولله درك , وهو يعرف فلسفتك الحربائية وبانك حتما قطعا ستلتفين كما الحلزون وستتنكرين لة فى يوم ما قريب , وهذا مسالة وقت ليس الا وكما يقول , وهو يستعد حتى لمشوار الالف خطوة محاكم من الان , بل وستثورين من داخل أعماق .. أعماقك وستطوينة وترمى بة فى زوايا النسيان , كآخريين تعرفينهم انت وهى , وتحيلية مباشرة الى أطغاث احلام وضلالات ليس الا .. تراودة , وافكار سوداوية تنتابة بين الحين والآخر , فهو عندك " ممرور " تماما , وستنتهزيها فرصة سانحة آخرى يا " نادين " أقصد يا " فالنتينا " الاخرى , لتلتفين حول ذاتك كالحلزون .. وحول الحقائق وتلوين عنقها كعقرب رمل .. وتقولى لهم .. وهم مصدقين :
ـ " الم أقل لكم أن .. بة مس .. من بعض الجنون .. خفيف ..؟ااا
تمت ,,,
فتحى عبد العزيز محمد
سودانى
أمدرمان ــ حى الضباط
5/ يناير/2010 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق