الأربعاء، 4 ديسمبر 2019

اللغة الإبداعية والحداثة الآنية. بقلم الأديبة إكرام عمارة

اللغة الإبداعية والحداثة الآنية.
“””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
الحداثة أسلوب، إتجاه، منهج؛ أسلوب ثورة على القديم بسمت حداثوي، إتجاه تغييري بآلية ممعنة في الرمزية وتحوير للجمل العلائقية، منهج تطويري يجيد الاختراق للشطوط النهضوية.
الحداثة؛ جدل وبذور نشأة عالقة بالتاريخ الأوربي:
بعض من أرخوا للبدايات ؛ كان بالعام ١٩٣٦م مع اختراع غوتنبرج للطابعة ، والبعض يربطها بالثورة اللوثرية ضد الكنيسة بالعام ١٩٢٠م ؛ بينما يتقدم بها آخرون رابطاً إياها بالثورة الفرنسية بالعام ١٧٨٩ م ، وندرة ذهب بها الظن بأنها وثيقة صلة بكتاب (فرويد) تفسير الأحلام وأعد ذلك الظهور الحقيقي للإتجاه الحداثي بالفن والأدب.
ما بين ( إدغار)و ( بودلير) الأول صاح بكينونة الأدب إبداع
على اعتبار أنه كاشف للجمال، ولا علاقة له بالحق والأخلاق، والقارئ في سيرته؛ يلمس انعكاسات مانادى به في حياته بشكل لايخالطه شك؛ فشل دراسي وعلاقات فاسدة.
وعلى دربه سار (بودلير)المؤسس الفعلي لتيار الحداثة؛ حيث نادى بالغموض في الأحاسيس،ولزومية فجة للمذهب الرمزي تشكل فيها الحواس تشكلات غيرية عن طريق اللغة الشاعرة؛ تضئ جنبات تراكيبها علاقات لغوية حداثوية ذات سمات تطورية؛ تواكب عالم النص المفتوح؛ لذا لايستطيع القارئ أو السامع أن يجد المعنى الواضح المعهود في الشعر الرمزي. كما يذكر د/عبد الحميد جيدة في كتابه ( الاتجاهات الشعرية في الشعر العربي المعاصر)ص١٢١.
أربع قامت عليها الحداثة كمذهب للتجديد:
الثورة على الموروث؛ بشتى أنماطه و مجمل أجناسه
الغموض، والإيغال في الرمزية
تغيير اللغة، والمغالاة حد التحوير
التجاوز للسائد والنمطي.
ركب الحداثة الغربية ؛ يتفاقم موكبه محملا بأسماء لها تاريخ؛ ساروا على نفس نهج بودلير منهم:
مالارمبيه، بول فاليري، إلى أن وصلت إلى شكلها النهائي على يد (عذرا بوند)اليهودي الأمريكي و(توماس إليوت) الإنجليزي.
ومن منطلق أن الحداثة محاولة للتجديد، وذاكرة ترصد الكم الهائل للتحولات التي غزت المجال الفكري والمعرفي.
حداثة (ماركس ودوركايم وماكس فيبر) ما هي إلا تجسيد لصورة نسق اجتماعي متكامل؛ ركيزته العقل.
وأما حداثة (جيدن)تكمن في نسق من الانقطاعات التاريخية عن سابقتها؛ بغية البعد عن هيمنة التقاليد والعقائد
الحداثة إتجاه جديد يشكل ثورة كاملة على كل ماكان وما هو كائن _الحداثة في الأدب المعاصر_هل انفص سامرها؟د/محمد مصطفى هدارة _مجلة الحرس الوطني ربيع الآخر ١٤١٠هج
العرب والحداثة :
حملت رياح التغيير بذور اللقاح الحداثي؛ الذي وجد في التربة العربية على امتداد الوطن العربي ماتسللت إليها الحداثة الغربية؛ اجتاحت شط اللغة؛ مصافحة فكرنا ومعتقداتنا؛ يروج لها رواد من سدنة الفكر والأدب؛ شأنها شأن من سبقها من مذاهب فكرية وتيارات أدبية كالرومانسية والواقعية والرمزية.
وعلى رأس من حملوا مشعل التلقف والترويج للإتجاه الحداثي (غالي شكري_علي أحمد سعيد ،أدونيس وزوجته خالدة من سورية_عبد الوهاب البياتي من العراق_صلاح فضل_صلاح عبد الصبور _ أمل دنقل من مصر _درويش من فلسطين )وغيرهم.
تحمل دواوينهم ومؤلقاتهم النقدية؛ الحداثة كمنهج فكري؛ يمسك بمعول الثورة على الموروث اللغوي والأدبي؛ مضافا إليه كل مايواكب العصر وينعش مسيرة التطور، آخذا في الاعتبار عدم تجاوز الشجرة الأولى، ألا وهي الإرث الحقيقي لأمتنا العربية؛ حيث إنه لاحداثة دون أصالة.
بقلم/ إكرام عمارة.

L’image contient peut-être : Ikram Emara, sourit

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق