الأربعاء، 24 أكتوبر 2018

قصد وقصيد ورؤيه سيميولوجيه النص للدكتور علي لعيبي/العراق/ بقلم الباحثة ازدهار محمد ناصر /سوريا /

قصد وقصيد ورؤيه سيميولوجيه
النص للدكتور علي لعيبي/العراق/
بقلم الباحثة ازدهار محمد ناصر /سوريا /
===========================
دُوستويفُسكي في ساحة التحرير..!!
الشخوص في الروايات الخالدة تتواتر في كل الازمة حيث هناك مساحة واسعة لها أن تتحرك متجاوزة حدث اللحظة..والمأساة تكرر لأننا لم نحسن تخطيها بأعتبارها تجربة مريره..وعند دُوستويفٌسكي هي ضغط عارم جدا ومستنقعات من كوابيس واحلام يقظة دموية ووسواس ينتج بشكل متتال العنف والفضائع المتفاقمة وعواصف فتاكة..ثنائيات الجرم يبدو أنها تنتشركما هو الهواء الملوث في سماء صافية..هكذا يصور لنا هذه المشاهد الواقعية وبتركيز مذهل كما في أن يجمع..بين القاتل والخطيئة وبالمقابل الشمعة والكتاب المقدس في الجريمة والعقاب..أن ازمات الحروب وما بعدها تخلق حالات من اللا معقول الحياتي فبدل التفاني والتضحية والبناء نلحظ تخبط نفسي مرضي يؤدي بالنتيجة الى فعل سلبي يربك التدرج الكوني للانسانية..ويمكن مشاهدة ذلك هناك حيث كانوا يعيشون ابطال رواياته ..وامتدادهم هنا في ساحة التحريرعند سائق السيارة أو عمال البناء أو عند أمرأة تشحذ في شارع عام نماذج متنوعة من فعل عام قد يشبه هؤلاء الذي يصورهم دوستويفسكي في رواية الغبي من خلال روغوجين وهو متسلح بمدية وكوابيس الشبق عند زفيدر يغايلوف في الجريمة والعقاب واغتيال شاتوف في رواية (الممسوسون)..في كل الازمنة ثمة المضكيين والنصابيين والجواسيس ومنحرفي الاخلاق والمجرميين والنسوة المهانات والفتيات المذلولات…والمهوسسن بامراض العصر الادمان الكامل بالاعتداء على حقوق الاخرين رغم تخمته هذا هو العامل العالمي الذي هو ( الاعتداء) المشترك لهذا العالم المأساوي والذي يخرج منه المرء (مصابا بنقيض اخلاقي) رغم كميات الخير الهائلة التي نراها في نفس الشخوص أو في غيرهم من الاسوياء..
هكذا أراى دُوستويفسكي يتجول في شوارع السعدون وهو يعبر عن تراكمات حياته المعذية والتي جعلته يميل للحدة وتكون مخرجاته معقولة للعنف المعاش في جسده…في البنادق المصوبة …أو في الضمير المبرح الذي يملي عليه أن يعيش كانسان مختلف حتى ولو على حساب الاخرين..لكن في النهاية هناك هالة كبيره من ( الذعر الصوفي) الذي يبدأ تدفقه بعد الفعل السلبي ..هنا يتدخل بشكل مرعب ورهيب ..وخاصة عند انساننا المحلي ويبدو له فعله في عدم التمادي في فعل الجريمة البشع ..لان الانسان العراقي صفته الاساسية الخير قبل الشر..لكن كيف يمكن أن نوظف هذا الترهيب كسلوك شخصي حتى نعبر الافعال الضارة في واقع عاش ظروف الحرب اللعينة..التي تجعلك من حيث لاتدري مزدوج بين الشجاعة والجبن..بين الوطنية والخيانة..بين الحياة والموت ثنائيات متناقضة لكن لمن الغلبة في النهاية…
يقول دُوستوفسكي ( الانسان سر , وينبغي استكشاف هذا السر بوضوح, وأن قضى المرء حياته كلها للنهوض بهذه المهمة فلا يقول أنه اضاع وقته).
فلابد أن نستمر في البحث عن ذات الانسان في مكنوناته الداخليه حتى نرى الانسان كما نحب أن نراه..
ويبدو أن دٌوستوفسكي ما زال يجري تحت نصب الحرية ليتطلع لبناء حياة جديده اساسها الفرح رغم الحزن.
د.علي حسون لعيبي
_______ ________ _________
رؤيتي
 
احسنت القول والمقال والحقيقه إن ما أثرته دكتور علي لعيبي في هذا القول شيئ رائع يتوق له كل عاقل .. يفتش ويبحث عنه كل إنسان عاقل بمبدئيات الكون وثنائياتها ..
وسأبدأ بالقول بأن العقل لا يقبل ولا يعترف إلا بمافيه .. فكل كتاب وكل كاتب عبارة عن تجربة أحادية خاصة به وحده إنه فكره وعقله ومكتسباته بقيمها السلبية والإيجابيه قد طغت على زمن ما .. فالإنسان هو واحد في كل الأمكنة وكل الأزمنة امتداد لأخيه الإنسان ولكن باختلافات بسيطة تتعلق بما يحيطه من تراكمات وارهاصات قديمة وحديثة فيكون حالة من الحالات الكثيره المتعدده مع ما يعتلي النفس من ثنائيات الكون ونقائضها فالقيم لاتعرف إلا من خلال نقيضها .. فلولا الحركة والضجيج ماعرفنا قيمة وأهمية الهدوء والصمت .. وقيمة الخير تعرف بنقيضها الشرير .. لذلك لا نستطيع ان نطلق الحكم على الاشياء السلبية بعدم النفعية .. وبحكم الجريمة على المقتول أن يُحاكَم كما القاتل .. قد يكون القاتل بريئا والمقتول هو المجرم والعكس صحيحا .. فالعقل لايستطيع ان يقبل إلا مافيه بما ملك من الغرائز والمكتسبات .. ولو سألنا قاتلا هل هو مقتنع بعملية القتل فهو يؤكد انه مقتنع تماما وان مافعله كان الصواب لأن هذا هو سقف تفكيره هذا مايملكه من معرفة مكتسبة وغير مكتسبة .. لذلك نرى الداعشي مقتنع تماما بالقتل وحوريات تنتظره في الجنة ..


اذا هي الثقافات والمكتسبات المعرفية قد تكون المسؤولة بشكل أو بآخر .. كل انسان يحمل داخله غريزة الخير والشر .. ولكن بالمعرفة السلبية او الإيجابية تقوى إحداها على الأخرى .. حسب تغذيتها إن غذينا الشر بفعل الشر قد يطغى على الخير وفعل الخير والعكس ايضا صحيح .. فالشر موجود منذ خلق الإنسان منذ قتل قابيل أخيه هابيل .. لذلك نرى تواتر الازمات في كل الأزمنه والمآسي ستبقى تتكرر ولن نستطيع تخطيها الى الآن فالتاريخ يعيد نفسه في كل الأزمان .. ومازال الشر يسيطر على طبائع البشر فالإنسان فعلا هو أحد أسرار الكون ولأجل أن يعم الفرح ويطغى على الحزن لا بد أن تتغير المفاهيم وتنقلب رأسا على عقب وتتغذى الجهة الخيرة بالإنسان حتى تقوى على الشريرة بمبدأ الثنائيات .. فالدماغ لا يتوقف عن التفكر ليلا نهارا في كل لحظه حتى في حالات النوم .. دوما يتواتر مابين الماضي والمستقبل وهو يقوم بعمليات الجذب حسب التفكير اما جذب ايجابي او سلبي .. فلنحاول ان نوقفه لحظة ونعيش قوة اللحظة وننطلق من اللحظه .. الآن … الحاضر .. الى المستقبل من خلال مايسمى (قوة الآن ) بعد التأمل بما حدثَ ويحدث وسيحدث أي أن نتوقف عند مايحدث الآن نتأمل كثيرا وننطلق نحو واقع أفضل وحياة جديدة …. والموضوع لا ينتهي أو يتوقف هنا فهو مستمر باستمرار الإنسان والكون .. وكما كانت تقول جدتي : (الماعون لا ينضح إلا مافيه ) وانا اقول الدماغ 
لايقبل إلا مافيه .. فالتطور ضرورة حتمية في المكتسبات الخيره التي ستملأ الدماغ عبر العصور .. فلا بد من الشر بالبدايه ان يكون الأقوى ولكن بالنهاية لابد للخير ان يتربع على عرشه الفرح .. لأن الكون مازال في مرحلة الطفولة والإنسان مهما كبر في هذه المرحلة فهو ايضا في عمر الطفولة و يتعلم يتعرف يقارن يختزل ويصطفي حتى يعي ويستقر في السكون وهناك بعض من البشر قد توصلوا الى السكينه والسكون وارتقوا فوق الشر .. هم يكبرون ويكبر الكون معهم .. الفرح لايعيش إلا في حالة النضوج اي النضوج المتوافق مابين الكون والإنسان .. والركب حاليا يسير باتجاه النضوج ونأمل الخير والفرح .. ودائما الخير هو فيما يختاره الله .
 
ازدهار محمد ناصر
سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق